نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
يحيط معرفة به.. لكني كنت أكذب في ذلك،
لأن إلحادي كان بسبب تصورات عامية بسيطة، ولم تكن وليدة بحث معمق، وكانت ناتجة عن
فهوم سطحية لبعض النصوص الدينية، ولم تكن وليدة فهم حقيقي.. وكانت نابعة من مواقف
عشتها، لا مواقف بحثت عنها.
من الأمثلة على ذلك أني قلت في كتابي [فشل
فرضية الاله]: (ولكن الله يفترض أن يكون موجودا فى كل مكان، بما فى ذلك فى كل
صندوق مهما صغر، ولهذا علينا إما أن نجده مؤكدين بذلك وجوده، أو لا نجده مفندين
بذلك وجوده)[1]
وهذا قول في منتهى السخافة، ومبني على
معلومات خاطئة عن الدين.. فالدين الحق، ومعه العقل الخالص ينزهان الله عن المكان
مطلقا.. فالله غني عن المكان، كما هو غني عن الزمان، كما هو غني عن كل شيء.. أما
كيف ذلك.. فالعقل يستحيل أن يتصور ذلك، لأنه لا يدرك إلا ما هو من عالمه وجنسه..
والعقل دوره أن يبحث ويتعقل، لا أن يتصور ويتخيل.
لقد كان في إمكان أي مؤمن بأي دين أن
يسخر مني، ويقول لي، وهو يمسك ببعض أعضائي[2]:
هيا أرنا [شتينجر].. أخبرنا فى أى عضو سنجده، أو فى أى خلية سنجده.. فإذا لم نجده،
فذلك لا يعني سوى أنه ليس موجودا.
وهكذا قد ننكر كل شيء بحجة أننا لم نره
ولم نلمسه ولم تصله حواسنا..
لم أكتف بذلك الغباء الفلسفي الصبياني، بل
رحت أسأل: (إن كان الله موجودا فأين هو؟)، ثم أعقب على ذلك بقولي: (لقد سمى
الفيلسوف ثيودور درينج هذا برهان غياب الأدلة)[3]
[2]
اقتبست بعض المادة العلمية الموجودة هنا من مقال بعنوان [نقد كتاب الله: الفرضية
الفاشلة لستينجر]، لرضا البطاوى، مع العلم أن الكثير من ردوده خاطئة، لأنه ينكر
الكثير من الحقائق العلمية من دون دليل.