responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 311

وهذا طرح عجيب .. فهل من العقل أن أنكر أي شيء بسبب عدم معرفتي بالمحل الذي يوجد فيه.. أو بسبب عجز إدراكي عن الوصول إليه؟

في هذه الحالة يمكنني أن أنكر المغناطيسية، والجاذبية، والمادة المظلمة، والطاقة المظلمة، بسبب أن مداركي لا تشاهدها.. وأنها تكتفي للإيمان بها بمعرفة آثارها.. وهكذا الله لم يؤمن به المؤمنون والفلاسفة والعقلاء إلا لمعرفتهم بآثاره.. فالآثار تدل على المؤثر.

هذا بعض دلائل بعدي عن التفكير المنطقي، أما الدليل الأكبر.. وهو أيضا يدل على غبائي وغفلتي، فهو أنني ـ مع كوني عشت في عصر أتيح لي أن أتصل فيه بأي شخص من أي منطقة على أي دين للتحقق والبحث ـ لكني لم أفعل، ورحت أبرز جهالاتي بالأديان من خلال فهومي البسيطة التي تضحك الصبيان.

من الأمثلة على ذلك أني قلت في كتابي: (لقد ادعى مؤسسو وقادة الأديان الكبرى دوما أن الله يمكن رؤيته فى العالم من حولنا.. والقرآن يقول: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53])[1]

فمع أن الآية واضحة في الدلالة على أن الله يعد عباده، بأن يريهم الآيات والبراهين الدالة عليه إلا أنني رحت أحرف الآية، وأستنتج منها أن الله أخلف وعده بأن يري عباده ذاته.. وذلك كله نتيجة تصوري الحسي لله، وعدم تثبتي في الحديث عن الحقائق، لأن الرغبة كانت هي المسيطرة، ولم يكن العلم.

وهكذا رحت أحكم على [الله] من خلال صفاته الواردة في الأديان كما أفهمها، لا كما هي في حقيقة الأمر.. لقد قلت في ذلك: (لاحظ أن الصفات التقليدية: العلم الكلى،


[1] فشل فرضية الاله، ص28.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست