responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34

يزال يجد مكاناً فيه يسمح بوجود الكون، بالإضافة إلى كل الأجسام التي يحتويها)[1]

هذا الكلام لم يكن وليد قناعات عقلية، وبحوث محايدة، وإنما كان وليد قراءتي للكتاب المقدس، وما رأيت فيه من النصوص التي تصور الله بصور لا تليق به..

لقد ذكرت ذلك في بعض خطبي، فقلت: (كل الصفات التي يصف بها الكتاب المقدس الإله مستقاة دائماً من الإنسان أو من حاكم فخور؛ ونجد فيه دائماً أنه بدلاً من أن يخلق الإله الإنسان على صورته، فإن الإنسان هو الذي خلق الإله على صورته، وأنه هو الذي ألحق بالإله طرقه في التفكير وفضائله ومساوئه)

لقد دفعني إلى قول هذا ما رأيته في الكتاب المقدس من صفات لا تتناسب مع الله الذي يدل عليه العقل والعلم.. فهو إله يأكل ويشرب ويتعب ويستريح ويضحك ويبكي، غضوب متعطش للدماء، يحب ويبغض، متقلب الأطوار، يُلحق العذاب بكل من ارتكب ذنباً سواء ارتكبه عن قصد أو ارتكبه عن غير قصد، ويأخذ الأبناء والأحفاد بذنوب الآباء، بل يحس بالندم ووخز الضمير، وينسى ويتذكر، وهو ليس عالماً بكل شيء، ولذا فهو يطلب من أعضاء جماعة إسرائيل أن يرشدوه بأن يصبغوا أبواب بيوتهم بالدم حتى لا يهلكهم مع أعدائهم من المصريين عن طريق الخطأ.. وهو إله متجرِّد، ولكنه في الوقت نفسه يأخذ أشكالاً حسية محددة، فهو يطلب إلى اليهود أن يصنعوا له مكاناً مقدَّساً ليسكن في وسطهم، كما يسير على شكل عمود دخان في النهار كي يهديهم الطريق، أما في الليل فكان يتحول إلى عمود نار كي يضيء لهم.

هذا بعض ما صرفني عن الله، وألجأني إلى الإلحاد عند قراءتي للكتاب المقدس.. لا أقول لكم هذا لأبرر لنفسي أخطاءها في حق الإله.. ولكني أقوله لأبين لكم سببا من


[1] المرجع السابق، ص47.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست