responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

كنت كلما قرأت أمثال هذه التناقضات أصيح بكل قوة: (لن أضحي بعقلي، لأن عقلي وحده يمكنني من التمييز بين الخير والشر وبين الحق والضلال..)

وكنت أكذب في ذلك..فقد كنت أتحكم في عقلي كما أشاء.. لأن وجود خطأ ما في مكان ما لا يلغيه، وإنما يدعو إلى تصحيحه.. فوجود أخطاء في الكنيسة، أو حتى في الكتاب المقدس نفسه لا علاقة له بوجود الله، أو بالقيم التي يرتبط بها.

ولو طبقنا ذلك المقياس الذي حكمت به على الله نتيجة أحقادي على الكنيسة لألغيت كل العلوم، لأنه لا يوجد علم من العلوم، ولا حقيقة من الحقائق إلا ارتبطت بالخرافة في يوم من الأيام.

لم يكتف عقلي الممتلئ بالحقد على الكنيسة بذلك، وإنما راح إلى الحقائق التي نطق بها الفلاسفة قبل أن ينطق بها الدين والمرتبطة بوجود الروح، وخلود النفس.. ليجحدها مثلما جحد الله.. لقد كنت أقول: (يجدر بنا أن نكون شاكرين أن تهيأ لنا جميعاً نوم أبدى بعد نصب وصخب الحياة الدنيا التي تسبب المشقة أكثر مما تسبب اللذة لغالبيتنا.. عودوا جميعاً في سلام إلى المستقر العام الذي جئتم منه، ومروا دون ضجة أو تذمر مثل كل الكائنات التي حولكم)

وكنت أقول للمؤمنين الذين يدعون الجنة، ويعتبرونها عزاء لهم عن الآلام التي يعانونها في الدنيا: (إن أقلية ضئيلة، حققت هذا الهدف، على حين كان مآل الأغلبية إلى الجحيم. فكيف إذن يمكن أن تكون فكرة الخلود عزاء؟ إن العقيدة التي تخلصني من المخاوف الرهيبة تبدو مرغوباً فيها أكثر من الشك الذي تركني مؤمناً باله يتحكم في عطفه، فلا يمنحه إلا لذوي الحظوة لديه، ويهيئ للآخرين السبيل ليكونوا جديرين بالعذاب الأبدي، فكيف يمكن لأي إنسان متحضر أن يؤمن باله يحكم على المخلوقات بالخلود في الجحيم؟ هل هناك في الطبيعة إنسان بلغ من القسوة حداً يتعمد فيه تعذيب، لا أقول رفاقه من الكائنات،

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست