نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
أحياناً أن تؤدي بي إلى الخطأ،
ولكنني من جهة أخرى أدرك أنها لن تضللني دائماً. إن حواسي تكفي لتصحيح الأحكام
والقرارات المتسرعة، التي ملت إلى اتخاذها)
ربما تشبه هذه الاعترافات ما حدث
للغزالي.. ذلك العلم الكبير من أعلام المسلمين، والذي مر بتجربة شك خطيرة، ولكنه
استطاع أن يتخطاها، واستطاع أن يتخطى معها كل الأطروحات المتلبسة بلباس الدين وغير
الدين..
لكني لم أفعل ذلك.. لقد كانت
تصوراتي للدين والحياة قاصرة على البيئة التي كنت أعيش فيها.. فتصورت أن الأخطاء
الدينية التي وقعت فيها الكنيسة، لا تلزمها فقط، بل تلزم الله نفسه.. ذلك أن
الكنيسة كانت تنشر بين جماهيرها أن (ابن الله
هو الذي أقامها، وأنه هو الذي وضع عقائدها الأساسية)[1]
.. ولذلك فإن أي حركة تنتقدها بغض
النظر عن الأخطاء التي يرتكبها الذين يصرفون
شئونها إنما
هي خروج على السلطة القدسية،
وخيانة للدولة الزمنية التي كانت الكنيسة درعها الأخلاقي الواقي.
لقد كنت أقرأ الكتاب المقدس، وأمتلئ
من العجب من التناقضات التي يمتلئ بها، والتي لا يسمح لأحد بمناقشتها، لقد كنت
أتساءل دوما (لماذا يختلف نسب السيد المسيح في إنجيل
متى اختلافاً كبيراً عن إنجيل لوقا.. إذا كان كلاهما منزلا من عند الله؟ .. لماذا
لم تنته سلسلتا النسب هاتان بيوسف إذا كان سيعفي سريعاً من إنجاب يسوع.. لماذا
يمتدح ابن الله بأنه ابن داود الذي صوره الكتاب المقدس بأنه كان زانياً بكل معنى
الكلمة؟ .. وهل تنطبق نبوءات العهد القديم على المسيح، أم أن هذه التطبيقات مجرد
للقوة اللاهوتية؟ .. وهل كانت معجزات العهد الجديد حيلاً أو خداعات ورعة، أم كانت
عمليات طبيعية أسئ فهمها؟ .. وهل نصدق هذه لحكايات أم نتبع العقل؟)[2]