responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47

لقد كنت راعي أبرشية (أتربيني) في شمبانيا.. وكنت محبوبا جدا بينهم.. وحق لهم ذلك، فقد كنت أمنح الفقراء كل ما يتبقى من راتبي بعد تسديد نفقات حياتي البسيطة البعيدة عن الإسراف والتبذير..

وبعدما أن ألقيت جسدي عني.. أي بعد ثلاثين عاماً من حياة هادئة مثالية في وظيفة الراعي.. كان عمري حينها خمسة وخمسين سنة .. وقد أو صيت بكل ما أملك لأهالي الأبرشية، الذين دفنوني بكل إجلال وتعظيم، ولم يعرفوا أي شيطان كان يختبئ في ثيابي.

طبعا لم أكن أغشهم ولا أكذب عليهم بتمثيل دور القس الورع، ولكني كنت خائفا من التصريح بأفكاري بينهم، لأن محاكم التفتيش كانت ستقضي علي، وتقتلني شر قتلة.. لهذا كنت أخزن كل أفكاري في مذكرات خاصة، سميتها (عهدي الجديد)[1]

لقد كتبت مجموعة نسخ منها.. وجهت إحداها إلى شعب الأبرشية، توسلت فيها إليهم على المظروف الذي وضعت فيه المخطوطة، أن يغفروا لي، لأني خدمت الخطيئة والأهواء طوال مقامي بينهم.. أي قبل أن أترسم كاهناً.. وذكرت لهم (أنني لم أتقلد عملاً يتعارض مع مشاعري بشكل صريح طمعاً في المال، بل أني امتثلت في هذا لأبوي)

طبعا بعد أن اطلع شعب الأبرشية على ذلك ـ بعد إلقائي لجبة جسدي ـ صبوا علي كل لعناتهم.. وحق لهم ذلك.

سأذكر لكم بعض الجنون الذي سطرته في اعترافاتي، وسأبين لكم موقفي منها الآن.. لقد قلت في عهدي الجديد: (لن أضحي بعقلي؛ لأنه وحده الذي يمنحني التمييز بين الخير والشر، وبين الحق والضلال! لن أتخلى عن الخبرة؛ لأنها خير مرشد وهاد، وهي أفضل بكثير من الخيال أو من سلطان المرشدين! لن أرتاب في حواسي، ولست أتجاهل أنها يمكن


[1] نشر فولتير أجزاء من [العهد الجديد] 1762 وأصدر ديدروا ودي هولباخ خلاصة له في 1772 تحت عنوان [رجاحة عقل الكاهن مسلييه] ولم يطبع النص الكامل حتى 1861، 1864.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست