نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
مسلمون، والباقي يؤمنون بوجود خالق..
ونسبة ترك المسيحية بالفعل في ارتفاع ليس في السويد وحدها، وإنما في الاتحاد
الأوربي كله، لأن الصورة التي تقدمها المسيحية للإله تجعل النسبة في ارتفاع
باضطراد، وهذا لا علاقة له بالإلحاد الذي يتشوق إليه ملاحدتكم.
هذا بعض حديثي مع ذلك السويدي المسلم
الذي أبصر الحقيقة بقلبه، فآمن بها، وسلم لها، ولم تشغله عنه كل الشهوات التي
تمتلئ بها بلده.
هذا بعض ما جرى لي مع ذلك الرجل
السويدي.. وقد كان رسالة من الله لي، لأستعيد وعيي، لكني لم أفعل.. بل رحت أصر على
رأيي مدفوعا بكبريائي وغروري.
أذكر جيدا أنه بعد انصرافه عني، رحت إلى
دفاتري أكتب أمثال هذه العبارات، لأنتقم منه، ومن انهيار حججي أمامه: (من الهزل أن
الكون أو الإنسان مخلوق بمشيئة إله أو بعدله أو برحمته أو بقدرته أو بذكائه)[1]
وقلت: (فكيف يكون وجود الإله أفضل لنا؟
إن وجوده يعني محاسبتنا، ومراقبتنا، ويعني الثواب والعقاب، ويعني الجنة والنار)[2]
وقلت: (إن الأفضل لنا إلا تكون فوقنا
قوة هائلة مطلقة مثل قوة الإله تسلبنا الحرية وتحاسبنا أقصى محاسبة، وتضعنا تحت
أقوى رقابة وتخيفنا بمشيئتها، ثم تحكم علينا بالخلود في الجنة، أو في الجحيم.. إن
وجود الإله يجعلنا محكومًا علينا أن نعيش عراة ونشعر بأننا عراة) [3]
وقلت: (فهل من الأفضل حقًّا للإنسان أن
يكون فوقه إله.. كيف يكون الأفضل للبشر أن يكون فوقهم طاغية ..لأحد لقدراته ولغيرته
ولغضبه ولحبه لذاته ولبحثه عن المجد