نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
لقد ذكر هذا (إدوارد لوثر كيسل)، ثم قال:
(وهكذا أثبتت البحوث العلمية دون قصد أن لهذا الكون بداية، فأثبتت تلقائياً وجود
الإله، لأن كل شيء ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته، ولا بد أن يحتاج إلى المحرك
الأولى الخالق الإله)
وقال (السير جيمس): (تؤمن العلوم الحديثة
بأن (عملية تغير الحرارة) سوف تستمر حتى تنتهي طاقاتها كلية، ولم تصل هذه العملية
حتى الآن إلى آخر درجاتها، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا الآن موجودين على ظهر
الأرض حتى نفكر فيها، إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن، ومن ثم لا بد لها من
بداية، ولا بد أنه قد حدثت عملية في الكون يمكن أن نسميها (خلقاً في وقت ما) حيث
لا يمكن أن يكون هذا الكون أزلياً)
كل هذه الطروحات التي تضع تفسيرا علميا
وفلسفيا لنشأة الكون تتناسب مع الرؤية الدينية كنت أعرض عنها، بل أتقزز منها، لا
لكونها غير مقنعة، وإنما لكونها تصطدم مع مشروعي التنويري الذي توهمته.
ولذلك تبنيت بدلها ذلك التفسير الخرافي
الأسطوري الذي كتبه أستاذي في الإلحاد [برتراندرسل] في القصة التي ذكر فيها أن
سديما حارا دار عبثاً في الفضاء عصوراً لا تعد ولا تحصى دوراناً ذاتيا، ثمّ نشأت
عن هذا الدوران هذه الكائنات المنظمة البديعة، بطريق المصادفة، وأن اصطداماً
كبيراً سيحدث في هذا الكون، يعود به كل شيء إلى سديم، كما كان أولاً .
لقد أعجبتني هذه القصة كثيرا، وعلقت
عليها حينها قائلا: (هذا المقطع الذي كتبه [رسل] يلخص لنا بكل بساطة النظرة
العلمية الطبيعية للقضايا التالية: نشوء الكون وتطوره.. نشوء الحياة وتطورها.. أصل
الإنسان ونشأته وتطوره.. نشوء الديانات والعبادات والطقوس وتطورها.. وأخيراً يشدد
على أن النهاية الحتمية لجميع الأشياء هي الفناء والعدم، ولا أمل
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88