نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94
وجوديون
سرنا إلى الجناح الثاني في فندق
الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا
جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39]
سألت المرشد عن الآية، وعلاقتها
بهذا الجناح، فقال: هذا جناح الوجوديين.. أو ملاحدة الوجوديين.
قلت: فهل هناك وجوديون مؤمنون؟
قال: كما أن هناك تنويريين مؤمنون،
فهناك وجوديون مؤمنون.
قلت: أعرف التنويريين المؤمنين..
لكني لا أعرف الوجوديين المؤمنين.
قال: عندما تفهم الآية التي علقت
على هذا الباب ستعرف الفرق بينهما.
قلت: فهلا شرحت لي مراد أهل هذا
الفندق من تعليقها هنا.
قال: هذه الآية الكريمة تصور بدقة
حال هؤلاء الجاحدين من الوجوديين، فهم يلهثون وراء السراب الذي يتوهمونه ماء، فإذا
وصلوا إليه لم يجدوه شيئا، وظلوا على عطشهم وفاقتهم وحاجتهم.. حينها فقط يعلمون
أنه لا يمكن أن يروي ظمأهم إلا الله.. وحينذاك فقط يتحول المتواضع منهم إلى الله..
أما المتكبر، فيظل على هواه، ويمتلئ بالتشاؤم والحزن والألم لأنه لم يجد إلا السراب.
قلت: ألهذا سمعت أن الكثير من
الوجوديين الذين كانوا لا يبالون بالإيمان بالله تحولوا إليه.. وأنا أعرف منهم الفيلسوف
الألماني الكبير مارتن هايدغر الذي كان يرى أنه لا يمكن البتّ في وجود الله أو عدم
وجوده.. لكنه أنهى مساره الفلسفي بمقولته الشهيرة [إنه لا يُخلّصنا إلا إله]
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 94