responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95

وأعرف كذلك فيلسوفا عربيا مشهورا هو عبد الرحمن بدوي، كتب عن [الوجودية] و[الزمن الوجودي]، بل وصفه بعضهم أنه [رائد الوجودية فى الوطن العربي]، لكنه وبعد تلك المسيرة الطويلة، ترك ذلك كله، وتوجه إلى الإيمان، وقد قرأت حوارا جرى معه في آخر حياته، قال فيه: (أي عقل ناضج يفكر لا يثبت على حقيقة واحدة.. ولكنه يتساءل ويستفسر ويطرح أسئلته في كل وقت، ويجدد نشاطه باستمرار، ولهذا فأنا في الفترة الحالية أعيش مرحلة القرب من الله تعالى، والتخلي عن كل ما كتبت من قبل، من آراء تتصادم مع العقيدة والشريعة، ومع الادب الملتزم بالحق والخير والجمال)[1]

قال: الأمثلة على ذلك أكثر من أن تعدها أو تحصيها.. فالوجودية ليست قاصرة على الفلاسفة ولا المفكرين، بل هي تعم كل إنسان باحث عن ذاته وحقيقته.. فمنهم من يصل إليها، ومنهم من يقترب منها، ومنهم من يضل عنها، ومنهم من ينحرف بها..

قلت: ما تعني بذلك؟

قال: لا يمكن للإنسان أن يعرف ذاته، ولا أن يروي ظمأها، أو يسد حاجتها، وهو بعيد عن مصدر وجوده، ذلك الذي خلقه، إن من يفعل ذلك يشبه من قطع التيار الكهربائي عن الآلة التي لا يمكنها إلا أن تشتغل إلا بتلك الطاقة، أو يشبه من يريد أن يرتوي من غير ماء، أو يشبع من غير طعام.

قلت: أجل .. فتحقيق الوجود الإنساني لا يمكن أن يتم بمعزل عن الله.

قال: كما أن كل شيء يمد يديه بالفقر إلى الله.. فكذلك الإنسان.. فسعادته في أن يكون كذلك.. لأن الله خلقه كذلك.. ومن خالف طبيعته شقي، ومن خالف فطرته ضل.

قلت: لقد ذكرني كلامك هذا بكلام كثير قاله الصالحون الذين راحوا يبحثون عن


[1] انظر مقالا بعنوان: في آخر حوار معه الدكتور عبدالرحمن بدوي، نعم.. عدت إلى الإسلام بعد اغتراب ستين عاماً، أجرى الحوار: صلاح حسن رشيد، مجلة الحرس الوطني.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست