نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
بسبب نسيانهم لله.. ﴿نَسُوا
اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]
قلت: ولكن لم لم ينتبه هؤلاء لهذا، وهم
فلاسفة وأصحاب عقول وتأمل وتفكير؟
قال: أسباب ذلك كثيرة، وستسمعها منهم..
فهلم ندخل إليهم.
فتح الباب.. فظهر بمجرد فتحه جنات
ممتلئة بالجمال.. وكأنها جنة الفردوس قد تبرجت بمحاسنها.. لكن، وبعد فترة قصيرة،
بدأت المياه تغور، والأشجار تتلاشى، والمحاسن ترتفع.. وبدأ يحل بدلها قحط وجدب
شديد.. وما هي إلا لحظات قصيرة حتى تحولت الجنة إلى صحراء مرعبة.
ثم ظهر في تلك الصحراء جمع كبير من
الناس.. سألت صاحبي عنهم، فقال لي: هؤلاء هم ملاحدة الوجودية.. هم يعيشون الآن في
الصحراء التي بنوها بأفكارهم وأعمالهم.
قلت: ولكن الأمر كان مختلفا عند فتحك
للباب.. فقد بدت لي حينها جنة الفردوس بجميع محاسنها..
قال: ذلك ما أعد لهم في ديار الضيافة
الإلهية.. لكنهم راحوا يحرقون الأشجار، ويدمرون القصور، ويخربون كل ما رزقهم الله
من فضله.. ولم يبق لهم إلا هذه الصحراء الموحشة التي بنتها لهم عقولهم المستكبرة..
﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 52]
جان بول
سارتر:
بينما نحن كذلك إذ قام من أولئك النفر
المنبطحين على رمال الصحراء القاسية رجل قصير القامة، قد بلغ به العطش مبلغا
عظيما، فهو يلهث، ولا يكاد يستطيع الحديث من شدة العطش.. نظر إلى الأفق البعيد، ثم
راح يخاطب أصحابه بقوله: انظروا .. ربما يكون ذلك السراب ماء.. لا تيأسوا.. هيا
نسير إليه قبل أن تلتهمنا رمال الصحراء.
قال ذلك، ثم سقط إلى الأرض يبكي، ويقول:
كم خدعنا أنفسنا بالسراب.. لقد ظللت
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97