responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98

حياتي.. أنا [جان بول سارتر[1]] ألهث وراء السراب دون أن أجد شيئا.. لقد كان الكثير ينادونني بملء أصواتهم أن ألتحق بهم، وأستمع لمواعظهم، وأبتعد عن تلك الكبرياء التي تريد أن تفصمني عن الكون جميعا، لأشكل لنفسي عالما خاصا بي.. له تصوراته الخاصة، وقيمه الخاصة التي تفصله عن الوجود وقوانينه وسننه.

لقد كان الله يناديني كل حين، وبكل اللغات، وبجميع الأساليب المنطقية التي عرفتها البشرية جميعا.. لكني كنت أنفر منه، وأشكل منطقي الخاص، ولغتي الخاصة.

لقد كنت أتصور أن الله يزاحمني وجودي، ويريد أن يستل مني حريتي.. ولذلك كنت أنفر منه.. لكني لم أجد في نفوري منه إلا السراب.

أذكر آخر علاقة لي بالله عندما كنت صغيرا.. لقد سجلت ذلك في بعض كتبي، فقلت: (مرة واحدة شعرت بأن الله موجود حين كنت ألعب بعيدان الكبريت، وأحرقت سجادة صغيرة، وفيما كنت أخفي جرمي أبصرني الله فجأة.. لقد شعرت بنظراته داخل رأسي.. أحسُ أنني مرئي منه بشكل فظيع، وشعرت بأنني هدف حي للرماية، ولكن الإستنكار أنقذني، فقد اغتظت لفضوله المبتذل، لهذا رفضته وجدفت عليه فلم ينظر إليَّ أبدًا فيما بعد)[2]

منذ ذلك الحين، وأنا أمارس مهنة قتل الإحساس بوجود الله في نفسي.. لقد مارست نفس ما مارسه نيتشه عندما قال: (في سن الثانية عشر رأيت الله في تمام جلاله).. ثم راح


[1] جان بول سارتر (1905 -1980) فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي.. من مؤلفاته: الوجود والعدم (1943) والكتاب المختصر الوجودية مذهب إنسانى (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960) وأيضا النصوص الأدبية في مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط أو رواياته مثل الغثيان (1938) والثلاثية طرق الحرية (1945). كتب سارتر أيضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفة المغلقة (1944) والعاهرة الفاضلة (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين ألتونا (1959)، وغيرها.

[2] نقلا عن: القس أنجيلوس جرجس، وجود الله وصور الإلحاد 85.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست