نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103
الحال أن يحصل
الهجوم؟
قلت: لاشك أنه
لن يحصل.. لأنّ كل الهجومات مشروطة بهجوم واحد، وليس لدينا هجوم غير مشروط..
والهجومات المشروطة التي تشكلّ سلسلة لا تتوفّر على الوجود من دون تحقّق الشرط،
مما يعني عدم وقوع أي هجوم.
قال: فهكذا إذا
فرضنا سلسلة غير متناهية من العلل والمعلولات، فبحكم كونها بكلّ آحادها ممكنة
الوجود، فسوف يكون وجود كل واحد من هذه السلسلة مشروطاً بوجود الآخر، وهذا الآخر
بدوره مشروط بفرد آخر، وجميع آحاد هذه السلسلة كأنها تقول: (ما لم يتوفّر فرد آخر
على الوجود فسوف لا أتوفّر على الوجود).. وحيث إنّ لسان الحال هذا هو لسان حال
الجميع بلا استثناء، إذاً فجميع هذه الأفراد مشروطة بشرط لا وجود له، إذاً فسوف لا
يتوفّر أيّ منها على الوجود.
لكن بما أن هناك
موجودات قائمة في عالم الوجود.. إذاً فمن المحتّم وجود واجب بالذات، وعلّة غير
معلولة، وشرط غير مشروط في نظام الوجود، حيث كان هو الذي أوجد سائر الموجودات
الأخرى.
***
بعد أن فارقت
تلميذ الفارابي، التقيت فيلسوفا آخر يقال له [العلامة الطباطبائي] قال لي[1]: بما أنه لا يوجد لدينا أدنى شك في واقعية
الوجود، ولا في ثبوته.. فهي واقعية لا تقبل النفي ولا الفناء عند العقلاء ما عدا
السفسطائية..
قلت: الحمد
لله.. أنا لست سفسطائيا، وأنا مقر بواقعية الوجود، وأنها واقعية دون قيد أو شرط.
[1] ذكر العلامة الطباطبائي هذا التقرير في
كتابه [أصول الفلسفة]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103