نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112
***
أذكر أن الكثير
في ذلك الزمان أعجبوا بهذا البرهان، واستفادوا منه، وتخلصوا من كثير من الشبه التي
كانت تعرض لهم جراء البراهين الأخرى.. لكن آخرين راحوا يعترضون عليه، ويسخرون منه
حتى من الرهبان أنفسهم.. لكنه كان لا يأبه لهم.. لأن حديثه لم يكن معهم، وإنما كان
مع المتجردين.. ولهذا كان يقول لهم، ولراهب مارموتيو خصوصا، والذي اعترض عليه
كثيرا: لا تعترض علي.. فلكل قوم مشربهم.. ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾
[الرعد: 7].. و﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون: 6]
وأذكر في ذلك
الحين أن ذلك الراهب كتب كتابا حاوره فيه على لسان شخص غير مؤمن بوجود خالق للكون
قال له فيه: يلزم من برهانك هذا أن مجرد التصور لشيء ما يستلزم وجوده الخارجي..
وبناء على قولك هذا توجد [الجزيرة المثلى].. ولو أن الجزيرة المثلى لم توجد، فإن
ذلك سوف يتناقض مع كونها مثلى.. وعليه فإنها وغيرها مما نعتبرها مثاليًا، يجب
وجوده.. وهذا أمر غير منطقي؛ لأن الجزيرة المثلى لا توجد بالفعل.. وإذا كانت
البراهين الموازية للبرهان الأصلي غير منطقية فالأخير يكون غير منطقي كذلك.
وقد كتب له
أنسلم ردًا يقول له فيه: أنت لم تع برهاني.. ففرق كبير بين الوجود الواجب، والوجود
الممكن.. أما الجزيرة التي ذكرتها ورحت تشنع بها علي فهي ممكنة، ووجودها ممكن؛
لأنه يفتقر إلى وجود البحر والأرض، والجزر نفسها لا يلزم وجودها، فهو إذن وجود غير
واجب.. فكيف تبطل ما ذكرت بما ذكرت.. وكيف تبطل بالممكن الواجب.
***
سكت قليلا، ثم
قال: هذا بعض ما سمعته من الراهب أنسلم.. أما ديكارت.. وهو أستاذي الأكبر.. فقد
سمعت منه الكثير.. دعوني قبل أن أحدثكم عن برهانه الذي لا يختلف
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112