responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113

كثيرا عن برهان أنسلم أن أذكر لكم قيمة هذا الرجل، مقارنة بأولئك الفلاسفة الجاحدين[1].

ذلك أني رأيت الكثير من الفلاسفة والمسلمين منهم خصوصا يهتمون بكانت الألماني، أكثر من اهتمامهم بديكارت الفرنسي.. مع أن فلسفة كانت كانت من أبرز أسباب التيه في فهم موقف الدين من العقل والعلم.. ففلسفة كانت ـ كما تعلمون ـ كانت تهدف إلى إبعاد العلم والعقل النظري من المسائل الدينية بخلاف فلسفة ديكارت.

وللأسف فقد كانوا يسيئون أيضا إلى فلسفة ديكارت حينما يسمونها فلسفة الشك، وحين يعتبرون ديكارت زعيم الشاكين، والمشككين للناس في الله.. وهذا خطأ جسيم، فديكارت كان في طليعة المؤمنين بالله، الموقنين إيقاناً يجعله أساس العلم وأصله ومنبعه.

أما مسألة الشك الشائعة عنه، فإن ديكارت ـ على حسب ما عرفته من خلال فلسفته، ومن خلال صحبتي له ـ لم يضعها لإثارة الشك في كل شيء، وإنما وضعها لهدم صرح الشك، الذي كان الحسبانيون قد أسسوه في قلوب الناس.

فقد كان العصر الذي يعيش فيه.. وهو بداية عصر التنوير قد امتحن بتسلط الحسبانية المتوارثة من الفلسفة اليونانية عليه، وعلى أفكار الفلاسفة الغربيين، ولاسيما المسيحيين منهم، فكان ديكارت ـ بمنهجه وفلسفته ـ أول من دك دعائم الشك في الغرب، وأبعده عن الفلسفة.

وكان من دلائل ذكائه وعبقريته أنه جعل الشك نفسه يهدم الشك.. ولذلك قال مخاطبا المشككين: إني أشك، فأدرك.. لأن الشك نوع من الإدراك، أي أنه إدراك متردد بين الإيجاب والسلب.. ثم أدرك من هذا أني موجود.. ولو لم أكن موجوداً لانتفى شكي، وإدراكي المندمج فيه بانتفائي، مع أني قلت لكم: إني أشك، وأنتم معاشر الريبيين صدقتموني في


[1] الثناء المذكور هنا هو للعلامة مصطفى صبري في كتابه [موقف العقل والعلم] الذي يذكر إعجابه به كل حين، ويتعجب من عدم اهتمام المصريين في زمنه به في نفس الوقت الذي يهتمون بكانط.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست