responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

وقال: (إذن فسأفترض، لا أن الله ـ وهو أرحم الراحمين وهو المصدر الأعلى للحقيقة ـ بل إن شيطاناً خبيثاً ذا مكر وبأس شديدين قد استعمل ما أوتي من مهارة لإضلالي، وسأفترض أن السماء والهواء والأشياء الخارجية لا تعدو أن تكون أوهاماً وخيالات قد نصبها ذلك الشيطان فخاخاً لاقتناص سذاجتي في التصديق، وسأعد نفسي خلواً من اليدين والعينين واللحم والدم، وخلواً من الحواس، وأن الوهم هو الذي يخيل لي أني مالك لهذه الأشياء كلها وسأصر على التشبث بهذا الخاطر) [1]

***

قال: أرى أن كلا الأستاذين قد مرا بنفس التجربة.. فلذلك لا أظن أنك ستجد عندي ما لم تجد عنده.

قلت: اذكر لي ما عندك.. وكيف خرج أستاذك من الشك إلى اليقين لعلي أنتفع به؟

قال: اذكر لي أنت أولا كيف خرج أستاذك.. لأن المخرج الذي خرج به أستاذي يحتاج إلى الكثير من العمل.

قلت: لقد ذكر أستاذي المخرج الذي خرج به من ذلك.. فقال: (ولكنني سرعان ما لاحظت وأنا أحاول على هذا المنوال أن أعتقد بطلان كل شيء، أنه يلزمني ضرورة، أنا صاحب هذا الاعتقاد، أن أكون شيئاً من الأشياء، ولما رأيت هذه الحقيقة، أنا أفكر، إذن أنا موجود، هي من الرسوخ بحيث لا تزعزعها فروض الريبيين. مهما يكن فيها من شطط حكمت بأني أستطيع مطمئناً أن أتخذها مبدأ أول للفلسفة التي كنت أبحث عنها)[2]

قال: أما أستاذي، فقد خرج من ذلك باعتقاده بالهداية الإلهية التي تنزلت عليه بعد أن امتلأ فقرا إلى الله وحاجة إليه، وبعد أن تألم ألما شديدا نتيجة ذلك الحجاب الذي ابتلي به،


[1] التأملات ص 57.‌.

[2] مقالة في الطريقة- ص134.‌.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست