نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
وقد قال معبرا
عن ذلك: (ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك
بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدور، وذلك النور هو مفتاح
أكثر المعارف، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيَّق رحمة الله
تعالى الواسعة)[1]
قلت: ولكن.. هل
ذلك خاص به.. أم هو عام لكل من عرض له من الشك ما عرض له؟
قال: جلت رحمة
الله أن تفرق بين الفقراء والمحتاجين.. ألا ترى رزق الله يشمل الجميع؟
قلت: ولكن كيف
خصته العناية دوني.. فأنا لا أزال أسير شكي.. وقد سرت البلاد، وخدمت العباد.. ولما
يزل شكي.
قال: لقد مررت
بنفس تجربتك.. وأتيت شيخي وأستاذي الغزالي، وأخبرته عن ذلك، فقال لي: يا بني أنت
محتاج لأن تعدل في جهاز استقبالك للحقائق.. ذلك أنه لا ينكر أحد الحقائق أو يشك
فيها إلا بسبب خلل حصل لوجدانه، فجعله لا يرى الحقائق، أو جعله يبصرها بصورة
مشوهة.
قلت: أكل
الملاحدة والمشككين واللاأدريين حصل لهم هذا؟
قال: أجل..
ولولا ذلك ما أنكروا الحقائق، فلها من الوضوح والقوة ما لا يستطيع أن يجادل فيه
مجادل.
قلت: كيف ذلك؟
قال[2]: اعلم ـ يا بني ـ أن القلب أو العقل الذي
نتلقى بواسطته المعارف يشبه المرآة،