responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 143

كنت في ذلك الحين ممتلئا بتلك الأفكار التي تتربى عليها الأسر الأرستقراطية التي تدعي التنوير، بينما هي تعيش في أحلك أنواع الظلمات، ولذلك قلت له، وأنا أسخر منه: عن أي إله تتحدث؟.. وفي أي حياة تأمل؟.. ليس هناك إلا ما تراه عيناك من حياة.. وليس هناك من مدبر للكون غير تلك الصدفة العبثية، والطبيعة العمياء.

قال لي، وهو يبتسم: ما دام الأمر كذلك.. فكيف سخر الخدم لك، ولم يسخروا لغيرك من الذين تراهم، وما أكثرهم.. أم أن الصدفة اختارتك من بينهم؟

قلت: الخدم الذين يخدمونني.. لا يخدمونني إلا لمالي.. وهم تبع لوالدي.. ولو كان لأولئك الذين تذكرهم أموال كأموالي، ووالد ثري كوالدي، لسخر لهم من الخدم والحشم ما سخر لي.

قال: فاعبر من خدمك وحشمك الذين سخروا لك لتصل إلى الله وتعرف آلاءه التي وفرها لك كما وفرها لكل شيء..فيستحيل على العطية أن لا يكون لها معط، ويستحيل على النعمة أن لا يكون لها منعم.

***

قال لي هذه الكلمات، ثم انصرف، وقد غرس في قلبي بذرة الإيمان التي تعاهدها الله بفضله، فنَمَت رويدا رويدا إلى أن تحولت إلى شجرة باسقة، أثمرت بعد ذلك كل أنواع القيم والفضائل، وخلّصت روحي من كل تلك الكآبة التي كانت تسكن فيها.

كانت كلماته هي المفتاح الذي أزاح عني غشاوة رؤية المنعم.. فقد كنت أعيش النعم، وأتصور أنها هكذا جاءت.. وأنها اختارتني هكذا صدفة.. لكني بعد التأمل والتحقيق.. وبعد الرحلة والسير.. شعرت بصحبة المنعم ولطفه العظيم، وكأنه يناولي بيده كل فضل من أفضاله ونعمة من نعمة.

في ذلك الحين.. وقبل أن يستقر الإيمان في قلبي.. التقيت فيلسوفا من بلاد

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست