نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
تعالى المعرفة
التامة أن يفحص عن منافع المجودات)
وهكذا ذكر لي [دلالة
الاختراع] على الله، ولها علاقة أيضا بـ [دلالة العناية]، وذكر لي أنها أيضا تنبني
على أصلين موجودين بالقوة في جميع فِطر الناس، أما أحدهما، فهو (أن هذه الموجودات
مخترعة.. فإنا نرى أجساما جمادية، ثم تحدث فيها الحياة، فنعلم قطعا أن ها هنا
موجدا للحياة ومنعما بها، وهو الله تبارك وتعالى.. وأما السموات فنعلم من قبل
حركاتها التي لا تفتر أنها مأمورة بالعناية بما ها هنا ومسخرة لنا، والمسخر
المأمور مخترع من قبل غيره ضرورة)
وأما الأصل
الثاني، فهو (أن كل مُخترَع فله مُختَرِع، فيصح من هذين الأصلين أن للموجود فاعلا
مخترِعا له)
ثم ذكر لي دعوة
ابن رشد إلى البحث في الآفاق والأنفس للتعرف على الله.. فقد نصب الله دلائل التعرف
عليه في مخلوقاته.. وقرأ علي قوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي
الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53]
ثم ذكر لي قول
ابن رشد: (ولذلك كان واجبا على من أراد معرفة الله حق معرفته أن يعرف جواهر
الأشياء ليقف على الاختراع الحقيقي في جميع الموجودات، لأن من لم يعرف حقيقة الشيء
لم يعرف حقيقة الاختراع، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ
يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ
شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 185].. وكذلك أيضا من تتبع معنى الحكمة في وجود موجود،
أعني معرفة السبب الذي من أجله خلق، والغاية المقصودة به كان وقوفه عى دليل
العناية أتم)
ثم ذكر لي أن
هذا النوع من الأدلة هو الذي دلت عليه النصوص المقدسة، ففي القرآن الكريم الكثير
من (الآيات المنبهة على الأدلة المفضية إلى وجود الصانع سبحانه في الكتاب
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147