responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148

العزيز وهي منحصرة في هذين الجنسين من الأدلة، فذلك بيّن لمن تأمل الآيات الواردة في الكتاب العزيز في هذا المعنى.. وذلك أن الآيات التي في الكتاب العزيز في هذه المعنى إذا تصفحت وجدت على ثلاثة أنواع: إما آيات تتضمن التنبيه على دلالة العناية، وإما آيات تتضمن التنبيه على دلالة الاختراع، وإما آيات تجمع الأمرين من الدلالة جميعا)

ثم أحضر مصحفا، وقرأ لي الكثير من النصوص المقدسة التي تتحدث عن هذه الأنواع من النعم، والتي تبين مجامعها الكثيرة.

وقد شد انتباهي منها تلك الآيات التي تتحدث عن التسخير.. فرحت أبحث عن أسراره.. وكيف أن كل شيء مسخر للإنسان متناسب معه مهيأ له ليستفيد منه، مثلما كان الخدم والحشم المحيطون بي مسخرون لكل غرض من أغراضي، وحاجة من حاجاتي.

وقد جعلني ذلك أخرج من كسلي، ومن حياتي التي لا معنى لها، لأخوض بحار علوم مختلفة، أتعلم أسرارها، وأستكنه أغوارها، وألاحظ في كل طرف من أطرافها العناية الإلهية، وهي تقدم لي خدماتها التي لا تنتهي.

***

بعد هذا اسمحوا لي أن أذكر لكم مجلسا من المجالس التي جلستها، والتي رسخت في قلبي الإيمان، وأخرجتني من رؤية النعم والاستغراق فيها إلى رؤية المنعم والبحث عنه، ومحاولة التواصل معه.

في ذلك المجلس الذي جمع ناسا مختلفي المشارب والأذواق والمذاهب والطوائف قام رجل من أهلنا ممن يزعمون لأنفسهم التنوير المضمخ بخرافات الإلحاد يخاطب شيخا وقورا من مشايخ المسلمين، ويقول له ساخرا: إن قرءانكم يزعم أن كل ما في السموات والأرض مسخر للإنسان.. ففيه هذه الآية: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست