نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
الصنعة العجيبة
في تلك اللحظات،
جاءني رجل على أريكته العجيبة المتحركة، واقترب مني، وقال: كما أن النعمة تحتاج إلى منعم.. والهدية إلى مهد، والرعاية إلى راع.. فالصنعة
ـ كذلك ـ تحتاج إلى صانع.. فهلم بنا إلى روضة [الصنعة العجيبة]، لتسمع من رفاقي في الإيمان كيف رحلوا من
الصنعة إلى الصانع، كما رحل أهل هذه الروضة من العناية إلى المعتني.
لم أشأ أن
أسأله، فقد علمت أنه لا توجد حركة عشوائية في تلك الجنات المقدسة.. فلذلك سرت معه
بكل لطف وسكينة إلى أن رأيت روضة جميلة مزودة بكل ألوان التقنيات البديعة التي لم
أر مثلها في حياتي.. والعجيب أنها جميعا تخلو من كل أنواع التلوث التي تعاني منها صناعتنا،
فليس فيها تلوث صوتي ولا بيئي.. ولا أي شيء، بل هي جمال محض.
برهان التصميم:
ما إن وصلنا،
واستقر بنا المجلس في تلك الروضة البديعة، وسلمت على ذلك الجمع المنور بنور
الإيمان، وسلموا علي، حتى قال أحدهم مخاطبا رسولهم الذي جاء بي إليهم: فلتبدأ أنت
يا صاحب النفس الطاهرة، والعقل السليم لتحدثنا عن رحلتك إلى الله، وكيف تمت، وكيف
خرجت من سجون الملاحدة وجحيمهم، لتنال فضل الله بالدخول إلى روضات جنات المؤمنين؟
قال: لا أزال
أذكر تلك الأيام جيدا، حين كنت مزهوا بنفسي، وبتلك الهالة الإعلامية التي كانت
تحيط بي، وتسجل كل حركاتي، وتعتبرني العبقري الذي لا يفرى فريه، ولا يبلغ مبلغه..
وأذكر أيضا أولئك الأغنياء وأصحاب الأموال الضخمة الذين كانوا يرسلون الرسل،
ويتزلفون لي بكل الوسائل لعلي أنعم عليهم باختراع من اختراعاتي، ليؤسسوا من خلالها
مصانعهم ومعاملهم وشركاتهم.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188