ثم قال: ألا
ترون أن هذه الآية الكريمة تخاطبنا، فنحن الذين نعرف نعمة الله، ونحن الذين نعرف
الكثير من تفاصيل خلقه وعجائبها، ومع ذلك ننكر نسبتها إلى الله العليم المريد
القدير.. وننسبها إلى الطبيعة الصماء البكماء العمياء.. أليس ذلك ينطبق علينا؟
لم نجد ما نقوله
له.. ولكنا رحنا نسأله عن رحلته إلى ذلك الكتاب المقدس الذي يحمله.. وقد حكى لنا
من تفاصيلها ما جعلنا ندخل معه جنة الإيمان، ونفر من جحيم الكفران والطغيان.
***
ما أنهى صاحبنا
حديثه حتى انتشرت أنوار لطيفة على تلك الروضة الجميلة التي اجتمع فيها كل أولئك
العلماء المنورين بنور الإيمان، وقد سرى أريج تلك الأنوار إلى كل لطائفي، فصرت أرى
يد الله الحانية، وهي تمتد إلينا كل حين بكل صنوف الرعاية والحماية واللطف.
ورأيتها أنها
كلها تدعونا إلى رحلة أعظم وأشرف نرى فيها الحقائق، ونتصل بها، ونتعايش معها بكل
سعادة.. فالله ما أرسل إلينا
هدايا لطفه إلا لنهتدي إليه، ونطرق بابه، حتى لا نحجب بالنعمة عن المنعم، وبالهدية
عن المهدي، وبالرعاية عن الراعي.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187