نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199
[برهان
التصميم]، وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية..
فاسمعوا حديثي عن برهان من براهين الصنعة البديعة، أطلقت عليه اسم [برهان
التكيف].. وهو برهان يدل على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات، فالله تعالى وفر لكل صنعة
صنعها البيئة المناسبة لها، والكيفية التي تستطيع أن تؤدي بها وظائفها بكل يسر
وسهولة.
ولأبسط لكم هذا
أضرب لكم مثالا عن السيارة ومخترعها هل ترونه اخترع السيارة فقط، أم أنه اخترع
معها الطريق التي تسير عليها، وكل الظروف التي تحيط بها.. لاشك أنكم تعلمون أن كل
مخترع أو صانع في الدنيا يقتصر على بعض أجزاء الصنعة، أما تفاصيل البيئة المحيطة
بها، فيحتاج إلى خبراء آخرين، وفي كل المجالات.
أما صنعة الله
تعالى، فهي في منتهى الكمال، ولذلك تراعي كل الظروف والبيئات التي تتواجد فيها..
وقد كان هذا أول ما أثار في التساؤلات الداعية للبحث في الحقائق الإيمانية.
وقد بدأ ذلك
برحلة علمية قمت بها إلى الصحراء[1] حيث الحر القائظ نهاراً، والبرد القارس
ليلاً، والجفاف المستمر لأسابيع، بل لشهور عديدة.. فكل هذه الخصائص تميّز الحياة
في البيئة الصحراوية.
لكن رغم هذه
الظروف التي تبدو صعبة للغاية، وجدت الكثير من أنواع الكائنات الحية تستطيع أن
تعيش في هذه البيئة، وبكل يسر وسهولة.. وهذا مما ملأني بالعجب.
قلت حينها
لمرشدي، وهو من سكان تلك الصحراء التي ذهبت إليها: كيف تستطيع هذه الحيوانات أن
تعيش في هذا الجحيم الذي لا يطاق؟
[1] انظر: الروعة في كل مكان: هارون يحيى،
ترجمة:مصطفى الستيتي.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199