نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
ابتسم، وقال: لا
تقلق عليها.. فقد خلق الله لها من الخصائص الجسمية ما تستطيع به العيش في هذه
البيئة القاسية.
قلت له مختبرا:
دعنا من الحديث عن الله.. وحدثنا بلغة العلم.. فالعلم لا يعرف إلا ما تنتجه
المخابر والمعامل.
قال مبتسما: لقد
أجبتك بكلا الإجابتين.. فقد أخبرتك بما ذكره العلم من تزويدها بالخصائص المناسبة
التي تيسر عليها التكيف مع البيئة التي تعيش فيها.. وذكرت لك أيضا أن تلك الخصائص
لا يمكن أن تكون وليدة ذاتها، وإنما وليدة طرف خارجي، وذلك الطرف خارجي هو ما أطلق
عليه أنا وجميع المؤمنين اسم [الله].. وإن شئت أن تطلق عليه اسما آخر، فلك ذلك.
قلت: أنا
والعلماء نطلق عليه اسم [الصدفة]
قال: الصدفة
ليست طرفا خارجيا.. بل هي نوع من الهروب من الحقيقة.. والصدفة محكومة بالاحتمالات
الرياضية، وهي يستحيل أن تنطبق على هذه الكائنات الغريبة التي تراها.. بل يستحيل
أن تنطبق على شيء.. فالعبث لا ينتج نظاما، ولا صنعة بديعة.. بل لا ينتج شيئا.
لم أشأ أن أرد
عليه، لأن كنت مقتنعا بجوابه.. فالصدفة لم تكن إلا هروبا من الحقيقة العظمى.. التي
يدل كل شيء عليها.
***
بعد أن جرى بيني
وبينه هذا الحوار سرت معه مسافات هائلة وسط الصحراء، ومعنا جميع الأجهزة
والمعدات.. وفي الطريق وجدنا الأفعى الصّحراوية، وقد بدت لنا غريبة عجيبة في تلك
الصحراء القاحلة التي تكاد تصبح نارا حارقة.. ومع ذلك رأيناها، وهي تعيش تحت
الرمال، بل تدفن نفسها في الرمال بحركة تموجية جانبية، ثم يتحرك ذيلها بسرعة من
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200