نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
اليسار إلى
اليمين، وسرعان ما تشمل هذه الحركة جسم الأفعى كله حتى تدفن داخل الرمال، وعلى شكل
ثلاثة التواءات.. وأحياناً تترك عيناً واحدة أو كلتيهما خارج الرمال، حتى تستطيع
اصطياد فرائسها.
لقد أثار ذلك
تعجبي، فسألت المرشد عن الأذى الذي يمكن أن يلحق بعيون الأفعى بسبب هبوب العواصف
الرملية، فقال لي: لا تقلق عليها، فقد زود الله عينها بالكثير من المزايا التي
تحميها من أذى العواصف، فهي مغلفة بطبقة شفافة تقيها أثرها.
لم أشأ أن أعلق
عليه هذه المرة، فقد علمت أن اسم [الله] يجري على لسانه بشكل اعتيادي، كما يجري
اسم [الطبيعة] على لساني، ولم يكن هناك فرق بيني وبينه سوى في كون إلهه عالما قدير
خبيرا حيا، وطبيعتي بكماء صماء عمياء ميتة.
***
بعدها سرنا في
الصحراء، حيث رأينا الثّعلب الصحراوي الذي يُعَدُّ من أصغر أنواع الثعالب، والذي
يمتاز باتساع أذنيه إلى درجة كبيرة.
وقد سألت صاحبي
عنه، وعن سر أذنيه الكبيرتين، فقال لي: لقد حبا الله هذا النوع من الثعالب بأذنين
كبيرتين، لا لتمييز أصوات الفرائس فحسب، بل لضبط درجة حرارة الجسم أيضا.. فلها كلا
هذين الدورين المهمين لحياته واستقراره.
أكملنا سيرنا،
حيث رأينا [السّحلية ذات الأنف المجدافي]، وهي تقوم بتحريك أقدامها وذيلها على
الرمال بحركة شبيهة بالرقص.. فسألت صاحبي عنها، فذكر لي أن غرضها من ذلك هو تبريد
أقدامها وذيلها..
وهكذا سرنا في
الصحراء، وهو يفسر لي كل ما أراه من مشاهد، ويبين لي ما أودع الله فيها من الخصائص
والقوى التي تتيح لها العيش بسهولة ويسر.. إلى أن مررنا على مجموعة كبيرة من
الجمال في وسط الصحراء.. فقال لي من غير أن أسأله: انظر إلى الجمل، فقد دعانا
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201