responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202

ربنا إلى النظر إليه، والتأمل فيما أودع فيه من لطيف صنعه.. لقد قال في ذلك: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17]

قلت، وأنا أبتسم: أليس من العجب أن يتحدث الإله الذي تذكر أنه صمم هذا الكون جميعا، عن هذا المخلوق.. فأين يكون الجمل أمام المجرات والنجوم العظيمة والثقوب السوداء؟

ابتسم، وقال: الكل خلق الله.. وله أن يحدثنا عما يشاء.. وهو يخاطبنا نحن البشر، كما خاطب غيرنا من المخلوقات، بما يتناسب مع طبيعتنا وبيئاتنا المختلفة..

والله لم يحدثنا عن الجمل فقط.. بل حدثنا عن السموات والأرض والنجوم والكواكب والبحار والأنهار والجبال والصحراء.. وكل ما يخطر ببالك، وما لا يخطر على بالك.. حتى البعوض حدثنا الله عنه، وأمرنا بالاعتبار به، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ [البقرة: 26]

كان لقراءته وقع خاص في قلبي، وكان للمعاني التي شرحها لي من الآية تأثيرها الكبير في نفسي، فرحت أقول له جادا لا مازحا: ما دام ربك قد أمرك بالنظر إلى الجمال، فلا شك أنك قد نفذت أمره، فأخبرني ما الذي رأيته فيها؟

قال، وقد سره سؤالي[1]:أول ما يلفت الأنظار في الإبل خصائصها البينات والشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من لطائف تأخذ بالألباب، فالعينان محاطتان بطبقتين من الأهداب الطوال تقيانهما القذى والرمال.. أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن


[1] انظر: كتاب رحيق العلم والإيمان، الدكتور أحمد فؤاد باشا.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست