نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
الشعر يكتنفها
من كل جانب، ليقيها الرمال التي تذروها الرياح، ولهما القدرة عن الانثناء خلفاً
والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.. أما المنخران، فيتخذات شكل شقين
ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية، فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله
الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال.. أما ذيله ، فيحمل على جانبيه شعراً يحمى
الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح السافيات كأنها وابل من طبقات
الرصاص.. أما قوائم الجمل، فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار،
كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة.
وهكذا تتحصن
أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل
بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية
دابة سواه، وهذاما يجعله جديراً بلقب (سفينة الصحراء)
ومما يناسب
ارتفاع قوائم الجمل طول عنقه، حتى يتناول طعامه من نبات الأرض، كما أنه يستطيع قضم
أوراق الأشجار المرتفعة حين يصادفها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس
ارتفاعاً عن الأقذاء، ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال.
لهذه الخصائص
وغيرها، والتي حباها الله للإبل، لا تزال تعتبر في كثير من المناطق القاحلة
الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى، فقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع
نحوا من خمسين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد منافسة
الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة.
وحين يبرك الجمل
للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على
مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كلكله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان
طحنه طحناً.
وهذه الوسائد
إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203