نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204
أنها تهيئه لأن
يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً
له، فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى.
قلت: فأنت ترى
بأن الله أعد الإبل إعدادا من أجل مهام السفر الصعبة!؟
قال: ليس ذلك
فقط.. أو بالأحرى ذلك ما يمكن أن يعرف بالنظر البسيط القاصر.
قلت: فهل هناك
نظر آخر أعمق وأطول؟
قال: أجل.. هناك
أشياء تحتاج إلى نظر أعمق، أو بأجهزة تعين البصر القاصر.
قلت: فحدثني عن
بعض ما دل عليه النظر الأعمق.
قال: منها أن
الجمل يحافظ على مياهه بقدر الإمكان، لأنه في صحراء قليلة المياه، فلذلك لا تراه
يتنفس من فمه، ولا يلهث أبداً مهما اشتد الحر، أو استبد به العطش، وهو بذلك يتجنب
تبخر الماء من هذا السبيل.. وهو لا يفرز إلا مقدار ضئيلاً من العرق عند الضرورة
القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها
درجة الحارة بين الليل والنهار، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل
مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا
تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار، أما في المساء فإن
الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون
أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة ألتار كاملة من الماء.
و هناك أمر آخر
يستحق الذكر، وهو أن الجسم يكتسب الحرارة من الوسط المحيط به بقدر الفرق بين درجة
حرارته ودرجة ذلك الوسط، ولو لم يكن جهاز ضبط حرارة جسم الجمل ذكياً ومرنا بقدرة
الخالق اللطيف لكان الفرق بين درجة حرارة الجمل ودرجة حرارة هجير الظهيرة فرقاً
كبيراً يجعل الجمل إلى 41م في نهار الصحراء الحارق يصبح هذا الفرق ضئيلاً وتقل
تبعاً لذلك كمية الحرارة التي يمتصها الجسم، وهذا يعني ان الجمل الظمآن
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204