responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205

يكون أقدر على تحمل القيظ من الجمل الريان ، فسبحان الله العليم بخلقه.

قاطعته قائلا: فكل هذا من الخصائص التي وفرت لهذا الحيوان ليكون مركبا صالحا في الصحراء القاحلة.

قال: هذا بعض ما تمكن العلم من معرفته.. وهناك الكثير مما لا يزال في طي الغيب.

***

بقيت معه مدة أحدثه ويحدثني، وقد حاولت أن أستعمل كل الوسائل لإقناعه بالصدفة والتطور والطبيعة وكل المصطلحات التي حفظناها إلا أنه كان يأبى علي، لكنه في الأخير أبدى نوعا من الاستسلام المشروط، حيث قال لي، ونحن في جوف الصحراء: سأقوم بعمل خطير، وهو أن أثقب عجلات هذه السيارة.. أو أفرغها من الوقود.. وبعد ذلك نترك للصدفة أن تعمل عملها في تصليح العجلات، أو في توفير عجلات بديلة، أو في توفير الوقود الضائع.. إن قبلت بهذا فسؤؤمن بالصدفة؟

قلت، وقد امتلأت بالرعب: كيف تقول هذا.. أتريد أن تلقي بنا إلى التهلكة؟

قال: فلم تطبق الصدفة على من تشاء، وتنزعها ممن تشاء.. أترى أن العقل الحكيم يقول هذا؟

لم أجد ما أجيبه به.. لكني امتلأت رعبا مما قاله، حتى أني طلبت منه أن نعود، وأنا في غاية الخوف، لأني أعلم أن من ضاع في تلك الصحراء القاحلة لن يعود أبدا.

لكن قوله هذا كان له تأثيره الشديد على لجم ذلك الغرور الذي أصابني طيلة حياتي، حتى أن الهلع صار يصيبني كل ما سمعت كلمة [الصدفة] إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من كبريائي وعقدي النفسية، وصحت فيه بملأ صوتي بالإيمان، وقد كان أول ما فعلته هو ذهابي لتلك الصحراء، وزيارتي لذلك الصديق العبقري الذي أوصل لي رسائله بكل دقة وهدوء وأدب.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست