responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211

وبجميع اللغات..

فالله تعالى كما أعطى كل شيء خلقه وهداه وأبدعه وزينه بجميع أنواع الزينة وفر له كذلك من أبناء جنسه أو غيرهم ما يتكامل بهم، ويؤدي دوره ووظائفه معهم، وهذا ما تفتقر إليه جميع الصناعات البشرية.

وقد كان التفكير هذا هو بداية رحلتي إلى الله، وخروجي من الجهل والغواية التي ربيت عليها بين مدارس قومي، والتي جعلتني أرى كل شيء عبثا لا معنى له إلا المعنى الذي تحمله المواد التي يتركب منها.

لقد رأيت[1] أن رحيق أزهار بعض النباتات يوجد في جوفها العميق، وقد بدا لي ذلك في البداية أمرا سلبيا لا معنى له.. فالحشرات والطّيور لا تستطيع الوصول إليه، ولذلك يكون انتشاره غير ممكن، وينتج عن ذلك ـ كما توهمت ـ استحالة إخصاب الزهرة.. لكني وجدت بعد ذلك أن هناك من الكائنا الحية من يستطيع أن يصل إلى ذلك الرحيق القابع في جوف الزهرة.. وكأن الله خص تلك الكائنات بذلك الرحيق حتى لا تنافسها فيه الكائنات الحية الأخرى، والتي تجد غذاءها في أزهار أخرى كثيرة.

وهكذا وجدت تلاؤما مدهشا بين شجرة الثريا وحشرة العثّ.. فشجرة الثريا يكون سطحها الخارجي مغطى بأوراق كبيرة تشبه الشارات المعلقة على الصدور، وفي مركز هذه البقعة الورقية توجد ساق رفيعة تحمل أزهارا تشبه لون القشدة.. وتتميز بكون حبوب اللقاح فيها تكون في أجزاء منحنية، ولهذا السبب لايمكن لأي حشرة أن تجمع هذه الحبوب إلا إذا كانت ذات فم يستطيع الانحناء بسهولة مثل حشرة العثّ.

ولهذا نرى هذه الحشرة تقوم بتجميع هذه الحبوب وجعلها مكورة، ومن ثم تحملها


[1] انظر: الروعة في كل مكان: هارون يحيى، ترجمة:مصطفى الستيتي.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست