responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 212

إلى شجرة ثريا أخرى، وفي مرحلة أولى تنزل هذه الحشرة إلى قاع الزهرة كي تضع بيضها، ثم تصعد إلى حافة الزهرة، وتقوم بضرب ما جلبته من حبوب اللقاح المجمعة بشكل كرات على حافة الزهرة كي تتساقط حبوب اللقاح نحو الأسفل.

فهذه الحشرة بعملها هذا توفر مادة غذائية لازمة لليرقات التي ستخرج من البيض فيما بعد، وهي أيضا تساعد على إخصاب الزهرة، لأن أشجار الثريا لا تستطيع أن تخصب أزهارها إلا بتلك الواسطة.

وهكذا وجدت أن ثمة ترابطا عجيبا بين إخصاب زهرة الثريا وتغذية حشرة العث، ووجدت أن هذا الترابط الوثيق لم يحدث بإرادة الثريا، ولا بإرادة حشرة العث.. فرحت أبحث عن سر ذلك الترابط ومن وضعه.. وكيف تكاملت المصلحتان؟

وقد وجدت في خلال بحثي أنه لا يمكن لنبتة أو حشرة أن تطور أسلوبا ما اعتمادا على احتياجات كائن آخر، ولا يمكن لهما أن يكونا على علم بهذه الاحتياجات؛ لأن هذه الكائنات الحية غير عاقلة وغير مدركة، ولا يمكن أن تنقل ما تتبعه من أسلوب حياتي إلى كائن حي آخر.

فعرفت أن هذا الترابط الوثيق، أو الانسجام الخارق الموجود بين الكائنات الحية مصدره أمر خارج عنها، وأن هناك قوة غيبية هي التي جعلت كل واحد منهما للآخر في نفس حاجته إليه.

***

أخذت هذه التساؤلات التي أثارت اهتمامي إلى صديق قديم لي، كان زميلا في الدراسة، وكنت أراه كثير المناقشة للأساتذة حول القضايا العلمية التي يطرحونها، وكان دائما يغلبهم في الحوار، فلا يكادون يستطيعون إجابته، فيتحاشونه، ويسخرون منه.

وقد تذكرته في ذلك اليوم، فرحت إليه عساني أجد عنده من العلم ما توقف فيه

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست