responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 213

عقلي.. وما إن بادرته بذلك، حتى قال لي[1]: هل يمكن للزهرة أن تعرف ما تريده الحشرة؟ وهل يمكن لها أن تخطط لإيقاع الحشرة في حبائلها، وأن تقوم بتغييرات في بنيتها للوصول إلى ذلك الهدف؟

قلت: من المستحيل طبعا أن تقوم زهرة ما أو حشرة ما بإدخال تغييرات على شكلها بمحض إرادتها.. فالزهرة أضعف من أن تفعل ذلك.

قال: لكنا لو ألقينا نظرة على ما يحدث في العالم الذي نعيشه نرى أمثلة عديدة على هذه التغييرات، أو بالأحرى على هذه الأساليب.. من الأمثلة على ذلك الأسلوب الذي تتبعه نبتة [أوركيدة الكوريانثيس] في جذب الحشرات كوسيلة للتكاثر.. حيث أن تكاثر هذا النبات يعتمد على تحميل حبوب اللقاح على أجسام الحشرات.. وأزهار هذا النبات تكون على شكل باقات متجمعة، وأمام كل زهرة توجد وريقتان على شكل جناح مقعر، وخلف كل وريقة توجد وريقة أخرى صغيرة مقعرة، وعند تفتح هذه الأزهار يسيل إفراز خاص نحو الحافة السفلى لهذه الوريقات.. وبعد مدة تتخذ الزهرة لونا أخضر قاتما، وتفوح منها كذلك رائحة جذابة تجلب إليها النحل، ومصدر هذه الرائحة هو السائل الذي تم إفرازه عند تفتح الزهرة.

وهكذا تبدأ ذكور النحل بالطيران حول الزهرة التي تفوح منها الرائحة الجذابة، ثم تحاول هذه الذكور التمسك بحواف الزهرة القائمة ثم تحطّ عليها، وتبدأ بالبحث عن مكان في الجزء الرابط بين الزهرة وجذع النبات كي تتمسك به بأرجلها الخلفية، لكن هذا الجزء بالذات يمتاز بالانحناء والملمس الدّهني الأملس، ولذلك فإن الذكور التي تحوم حول الزهرة سرعان ما تسقط داخل تلك الوريقات المقعرة المليئة بالسائل الذي تم إفرازه حينما


[1] انظر: الروعة في كل مكان: هارون يحيى، ترجمة:مصطفى الستيتي.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست