نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 214
تحاول التمسك
بالزهرة.
وهكذا لا يجد
النحل الذي يسقط داخل الزهرة مخرجا إلا الجدار الأمامي لها، وهو عبارة عن أنبوب
ضيق يفتح إلى الخارج، وتكون حافة هذا الأنبوب بموازاة السائل الدهني الذي يغمر قاع
الخلية.. ولهذا يضطر النحل إلى السباحة حتى يصل إلى الحافة أو المخرج، وأثناء
سباحته يمر من تحت الأعضاء الذكرية للزهرة والتي تكون محمّلة بحبوب اللقاح.. وهكذا
تنجح الحشرة في الخروج من الزهرة، وتنجح الزهرة في إيصال حويصلاتها إلى زهرة
أخرى.. وبذلك يحدث الإخصاب.
التفت إلي،
وقال: أنت ترى أن هذه العملية ليست مفيدة في إخصاب الزهرة فحسب، بل هي مفيدة للنحل
أيضا؛ لأنّ السائل الذي يسبح فيه النّحل مهم جدا بالنسبة إليه، فهذا السائل يكسب
الذكر الرائحة المميزة والتي بواسطتها يستطيع جذب الأنثى أثناء فترة التكاثر.
قلت: إن ما
ذكرته هو نفس ما اكتشفته.. فما تفسير ذلك؟
قال: لا يمكن
تفسير ذلك بأي نظرية من النظريات المادية التي درسناها.. فمن المستحيل للزهرة أن
تطور أي أسلوب لخداع أي حشرة أو جذبها بمحض إرادتها، ومن المستحيل لأي حشرة أن
تطور أي أسلوب للحصول على أي مادة ضرورية لها من أي زهرة وبمحض إرادتها؟
قلت: فما التفسير
الذي تراه خلافا للنظريات التي درسناها؟
قال: إنّ هذا
الانسجام بين هذه الكائنات يدل على أن هناك قوة خارجية لها من العلم والحكمة
واللطف والإرادة ما يجعلها توفق بين هذه الكائنات وتربط بينها بهذه الروابط التي
لم يقصداها.
قلت: فما هي هذه
القوة.. ألا يمكن أن تكون هي الإله الذي يذكره المتدينون؟
***
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 214