نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
قال: دعنا لا
نستعجل.. وهلم بنا إلى بعض أساتذتنا، فلعلنا نجد عنده الجواب، فهو أكثر منا سنا،
وأطول منا خبرة.
ثم سمى لي
الأستاذ، وهو [أنتوني فلو].. وقد عجبت لأن ذلك الأستاذ هو نفسه الذي كان يثير معه
الكثير من النقاشات، فقلت له: أتدري ما تقول.. إن أنتوني أبعد الناس عن مثل هذه
المسائل، ألم تر كيف كان يدرسنا أمثال هذه النظريات التي يعتبرها مقدسة، ولا يحق
لأحد أن يناقش فيها.. بل إنه كان يعتبر مجرد مناقشتها خروجا من العقل والعلمية
وسقوطا في التيه والخرافة.
قال: كان ذلك
كذلك منذ زمن بعيد.. أما الآن فربما يكون قد تغير.. لقد لاحظت عليه إبان تدريسه
لنا أنه لم يكن مقتنعا تماما بما يقول.. فهلم بنا إليه، فإن وجدنا عنده الجواب
الكافي، اكتفينا به وإلا فما أكثر الأساتذة والباحثين.
ذهبنا إلى بيته
الذي كان يعرف صاحبي جيدا، وقد عجبت إذ قيل لنا: انتظروه حتى ينهي صلاته.
فقد كنت أتصور
أن كل الناس يمكنهم أن يؤمنوا إلا أنتوني فلو، فقد كان أشرس دعاة الإلحاد، بل ألف
أكثر من ثلاثين كتابًا تدور حول فكرة الإلحاد.
قلت لمن ذكر لنا
أنه يصلى: أمتأكد أنت مما تقول؟
قال: وكيف لا
أكون متأكدا، وأنا حفيده الذي ربيت على يديه.. وقد كنت أصلي معه، وانتهت صلاتنا،
لكنه بقي يضيف ما تعود إليها من النوافل؟
قلت: لكنه ألف
أكثر من ثلاثين كتابًا تدعو إلى الإلحاد؟
قال: وقد ألف
أيضا، وقبل فترة قصيرة كتابا نسخ به كل كتبه السابقة، وقد سماه [هنالك إله].. وقد
تعرض بسبب ذلك لحملة تشهير ضخمة من المواقع الإلحادية في العالم، بل أزاحوا عنه كل
تلك النياشين التي علقوها له بسبب وحيد، وهو اختياره الإيمان.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215