نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
ما هي إلا
لحظات، حتى قدم [أنتوني]، وحيانا بكل أدب، بل طلب منا أن ندخل بيته، وقدم لنا
الشاي، وعاملنا بكل احترام من غير أن يسألنا عن غرضنا الذي جئنا من أجله.. وهذا ما
لم نكن نعهده منه، فقد كان قاسيا شرسا صعب المعاملة.
سألته، وهو يقدم
لنا الشاي: سمعت أنك بعد رحلتك الطويلة في عالم الإلحاد، تحولت إلى الإيمان.
قال: أجل يا
بني.. لقد من الله علي بالهداية بعد غفلتي الطويلة.. وبعد صراعي الشديد معه، لكنه
لحلمه ورأفته قابلني بجوده ومغفرته، ومنّ على قلبي بنور الإيمان.
قلت: فكيف كان
ذلك.. ولم كان ذلك؟
قال: أسباب ذلك
كثيرة ذكرتها في كتابي الذي أدعو فيه كل من ساهمت في تضليلهم إلى الإيمان.. ومنها
ذلك التعقيد العالي، والمثير للدهشة في شريط الدي آن أي في الخلية الحية، فقد
رأيته مصمما تعصميما عجيبا لم أشك أبدا أن يكون هناك مُصمم ذكي وراءه.
ومن تلك الأسباب
ما رأيته من تعاون عجيب في عالم الحشرات، وهو ما جعلني أوقن تماما باستحال تفسير
ذلك ماديا.
سأضرب لكما مثلا
على ذلك بالنحل البناء[1].. والذي يُعَدُّ من أكثر أنواع النحل اهتماما ببناء
الخلايا، حيث تقوم الأنثى بالبحث عن المكان المناسب لبناء الخلية، وعندما تجده
تشرع في تنظيفه مباشرة.. وبما أن بناء الخلية يحتاج إلى كمية من الطين، فلهذا تلجأ
إلى تراب ناعم، وتخلطه بإفراز خاص لتحوله إلى طين ملائم لبناء الخلية، ثم تبدأ
بالبناء بالتقاط كمية من الطين بواسطة فكها الذي تستخدمه كوسيلة للحفر في الطين، ومن
ثمّ تحركه بأقدامها ليصبح على هيئة كرة، ومع إضافة جزء بعد آخر تبدو النّحلة
وكأنها تعد قالبا
[1] الكلام المذكور هنا ليس من أبحاث أنتوني
فلو، وإنما هو من كتاب: الروعة في كل مكان: هارون يحيى.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216