نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 217
للبناء، ثم
تمسك الأنثى بهذه الكتلة الطينية بواسطة الفك السفلي لتعود بها إلى المكان المعد
لبناء الخلية.
وعندما تعود إلى
المكان المعدّ لبناء الخلية لا تبدأ بالعمل بصورة عشوائية، بل تباشر العمل وفق خطة
معينة مرسومة لبناء الخلية، وهي تقترب في شكلها من النّفق، ووفقا لهذه الخطة،
تستخدم الكرة الطينية التي أعدتها مسبقا لبناء الجزء الخلفي لأول غرفة في الخلية
ذات الطرف المسدود، وتستمر شيئا فشيئا في تكملة بناء هذه الغرفة عن طريق جلب كميات
أخرى من الطين.
وعند اكتمال
البناء تبدأ بجلب الغذاء لتخزينه في هذا الجزء من الخلية، وأوّل ما تقوم بتخزينه
هو حبوب اللقاح التي جمعتها، وتخزنها في هذا الجزء الخلفي من الخلية، وبعد كلّ
عملية تخزين تقوم بإفراز العسل على كل طبقة من حبوب اللقاح التي جمعتها في رحلة
سابقة، وبهذا الشّكل تكون قد أنهت تحضيراتها الأولية قبل وضع البيض.
وبعد أن تنتهي
من تخزين حبوب اللقاح تبدأ على الفور بوضع البيض، ثم تعود إلى إكمال البناء
انطلاقا من الأماكن التي توقفت فيها ووضعت عليها إشارات معينة.
وهكذا تستمر في
بناء الخلية جزءا بعد جزء بعد أن تضع البيض في كل جزء يتم بناؤه، وبذلك تأخذ هذه
الأقسام المبنية شكلا متسلسلا ومتعاقبا، ويصبح كل جزء في الخلية يحتوي على بيضة مع
جزء من حبوب اللّقاح التي تم خزنها للغذاء.. ويفصل كل جزء عن الآخر بجدار طيني.
وبعد أن تنتهي
من بناء آخر جزء في الخلية وغلقه تترك فراغا محددا وتسدّه بمسد محدد أيضا، وهذا
المسدّ يمنع الغرباء من بناء الأعشاش أمام الخلية، وبالتالي يكون بإمكان اليرقات
الخروج إلى العالم الخارجي.
التفت إلينا،
وقال: لقد اتضح لنا من خلال كلّ خطوة من الخطوات التي يقطعها النحل
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 217