responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218

البناء لإنشاء خليته أن هناك سلوكا عاقلا ومدركا لما يفعل.

وقد سمعت وأنا في فرط دهشتي من ذلك الأسلوب العجيب لتلك الحشرة البسيطة مسلما يقرأ قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)﴾ [النحل: 68، 69]

وقد هزتني الآية هزا، فرحت أطلب من القارئ أن يعيدها علي، فرحت أتأملها، وأتأمل الطلب الأخير الذي ورد فيها، والذي يحث على التفكير.. فلا يكتشف آيات الله في خلقه إلا المفكرون.

وبعد عمليات تفكير طويلة ومعقدة اكتشفت فيها أن هذه الكائنات أضعف من أن تقوم بما تقوم به من دون إلهام إلهي، وتوجيه رباني.. وكان ذلك مقدمة إيماني الذي سرت فيه إلى النهاية التي رأيتموها.

***

لست أدري كيف تركناه من غير أن نخبره خبرنا، ولا سبب مجيئنا إليه، لكنا آثرنا ألا نخبره في ذلك الحين، فلم يكن الوقت مناسبا، وفي طريقنا إلى منازلنا التقينا صديقا آخر لنا، سألناه عن وجهته، فذكر لنا أنه ذاهب لأستاذنا [أنتوني فلو]، فسألناه عن سبب تذكره له، فقال: لقد كنت أتابع شريطا وثائقيا عن عالم النمل الأبيض.. ورأيته كيف يجتمع ويتآلف في جيش واحد ليبني ناطحات السّحاب.. وقد جعلني ذلك أتساءل: هل يمكن لعمال عميان أن ينشئوا ناطحات سحاب عملاقة مثل مبنى (إمباير ستايت)؟

لقد رأيت أن هذا مستحيل بالنسبة للإنسان صاحب الوعي والعقل، فكيف استطاع النّمل الأبيض الأعمى أن يشيّد مثل هذه الأبنية طوال حياته؟

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست