responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219

قلنا له: لم نفهم ما تعني؟

قال: لاشك أنكم لا تعرفون النمل الأبيض وقدراته العجيبة على بناء أعشاش قوية للغاية لا يستطيع حتى الإنسان أن يهدمها بسهولة.. ليس ذلك فقط، بل إن كل نوع من أنواع النمل الأبيض يبني عشه بالشكل الذي يلبي احتياجاته.. فهناك نوع يبني عشه بالشكل الذي يقيه من الحر القائظ، ونوع آخر يبنيه كي يقيه من الأمطار الغزيرة، ومن الأعشاش ما يبنى في جوف الأشجار، ومنها ما يبنى تحت التربة، ومنها ما يبنى فوقها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأعشاش تحتوي على قنوات للتهوية وممرات خاصة ومتاهات للتمويه.. وفوق ذلك كله، فإن الخاصّية الإعجازية الملفتة للانتباه لدى هذا النوع من النّمل هي كونها عمياء تماما، وعلى الرغم من ذلك تستطيع أن تبني هذه الأعشاش الشبيهة بالأبراج العالية.

وهذا الأمر يثير الحيرة طبعا.. فالنّمل لا يستطيع رؤية القنوات التي ينشئها، ولا المواد الخام التي يستخدمها في البناء، ولا التراب الذي يُعَدُّ المادة الأساسية في البناء، ولا الغرف التي يشيدها على ارتفاع عال جدا.

ولو قارنا بين الأعشاش التي يشيدها النمل الأبيض والأبنية التي يشيدها الإنسان لكانت النتيجة محيرة للعقول إلى درجة كبيرة.. ولاستيعاب نتيجة هذه المقارنة يمكن الرجوع إلى ناطحات السحاب (إمباير ستايت) الموجودة في أمريكا، فارتفاع العمارة الشاهقة يبلغ 443 مترا، أما طول النمل الأبيض فيبلغ 1-2 سم.. وعلى الرغم من هذا القصر فإنه يستطيع بناء عشّ يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار.. ولو كان النمل الأبيض بطول الإنسان العادي لاستطاع بناء ناطحة سحاب ارتفاعها أربعة أمثال (إمباير ستايت). وهذا العمل الذي يعجز عنه الإنسان يقوم بإنجازه النمل الأبيض الأعمى منذ أن وجد على وجه البسيطة، أي منذ ملايين السنين.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست