نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
كانت مياه عذبة
نشربها، ونرتوي بها.
وهكذا رحت أنظر
في ظاهرة الذوبان.. فلولا ذوبان أملاح المعادن في الماء لما أمكن للنبات أن يأخذ
كل المعادن من التربة.. فكل أملاح المعادن تذوب في الماء، ثم يصعد الماء مع أملاح
المعادن المذابة، لتأخذ الأوراق حاجتها.. ولولا هذه الظاهرة والقوانين المرتبطة
بها لما ذابت الأطعمة على شكل سائل، ولما تنقل هذا السائل إلى الدم، ليتحول إلى
الخلايا.
***
حملت هذه
الأسئلة، ورحت إلى بعض أصدقائي الذين أشربوا مثلي بشراب الإلحاد، فقال لي[1]: إن ما ذكرته شد انتباهي أنا أيضا.. وقد
تذكرت ما قاله بعض أساتذتنا من أن هناك خصيصية صغيرة في الماء، لو أنها فقدت
لانتهت الحياة على سطح الأرض.. وأتذكر كيف امتلأنا رعبا حين ذكر لنا ذلك..
وحين سألناه
عنها، قال لنا: إن الماء إذا بردته ينكمش، شأنه في ذلك كشأن كل العناصر التي على
وجه الأرض من الغازات، والسوائل، والأجسام الصلبة، حيث إن كل العناصر تتمدد
بالحرارة، وتنكمش بالبرودة، والماء منها، فإذا أردت أن تبرد الماء، وكان في درجة
الغليان وراقبت حجمه بأجهزة حساسة فإنه ينكمش، فإذا انخفضت الدرجة إلى زائد أربع
درجات؛ عندئذ تنعكس القاعدة، فيزداد حجمه ويتمدد.. وهذا عجيب جدا.. يمكنكم أن تروه
بأعينكم.. يمكنكم أن تضعوا في الثلاجة ماء في وعاء، وراقبوا حجمه، فسترونه بعد
التجمد يزداد حجمه، فإذا كان في قارورة تنكسر.
وحين سألناه عن
علاقة هذه الخاصية بحياة الإنسان، قال لنا: لو أن الماء إذا تجمد انكمش، أي قل
حجمه، فزادت كثافته، فغاص في أعماق البحار، فإنه سيأتي يوم تصبح
[1] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:
محمد راتب النابلسي.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223