responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224

جميع البحار فيه متجمدة من سطحها إلى أعماقها.. فإذا تجمدت انعدم التبخر، وإذا انعدم التبخر انعدمت الأمطار، فماتت النباتات، ومات الحيوان، ومات الإنسان، فلو أن الماء شأنه في التمدد والانكماش كشأن جميع العناصر، لكانت الحياة قد انتهت منذ ملايين السنين، ولكن ازدياد حجم الماء، وتمدده في هذه الدرجة الحرجة، في درجة زائد أربع، هذه الخصيصة التي أودعها الله فيه هي التي تجعل الحياة مستمرة على وجه الأرض، فإذا تجمدت المحيطات كان هذا التجمد باعثا على ازدياد حجم الماء، وإذا ازداد حجمه قلت كثافته، وإذا قلت كثافته طفا على وجه الماء، فلذلك نرى في المحيطات المتجمدة في القطبين التجمد في الطبقة السطحية، وأما في أعماق البحر فالمياه سائلة تسبح فيها الكائنات الحية مثلها مثلما في غيرها من البحار.

***

التفت إلي صديقي، وقال: أتذكر جيدا أنني سألت حينها أستاذي عن واضع هذا القانون الذي حمى الأرض من أن تنعدم فيها الحياة، وكيف خص الماء دون غيره به.. فأجابني الأستاذ بكل برودة: إنها الطبيعة؟

فسألته: كيف تعمل الطبيعة؟

فقال: الطبيعة هي ذلك القانون.. فالقوانين هي الطبيعة.. والطبيعة هي القوانين.

فقلت له: الذي أعلمه أن القانون يحتاج إلى مقنن.. والنظام إلى منظم.

فقال لي بكل برودة: إلا قوانين الطبيعة.. فهي وحدها التي لا تحتاج إلى كل ذلك.

طبعا لم أقتنع بمقولته.. ورحت أبحث وأبحث إلى أن أيقنت أن كل ما قاله الأستاذ لنا في ذلك الحين كان نوعا من الهروب من الحقيقة..

التفت إلي، وقال: هذه هي رؤيتي التي وصلت إليها، ولا عليك أن تتهمني بالخرافة أو ما يتهم به المؤمنون عندكم من اتهامات.. فلذلك أقول لك، وبكل صراحة: إن هذه

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست