responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 229

الطيور، وانظر إلى عجائب الأعشاش، فهل كان محض مصادفة أن تنتج الازهار ذلك الرحيق الحلو الذي يجتذب الحشرات، فتلقح الازهار وتؤدي إلى زيادة المحصول في العام التالي؟

وهل هو محض مصادفة أن تهبط حبوب اللقاح الرقيقة على مبسم الزهرة، فتنبت وتسير في القلم حتى تصل إلى المبيض فيتم التلقيح وتتكون البذور؟

أليس من المنطق أن نعتقد بأن يد الله التي لا نراها هي التي رتبت ونظمت هذه الأشياء تبعا لقوانين ما زلنا في بداية الطريق نحو معرفتها والكشف عنها؟

أراني عشا لبعض الطيور، ثم قال لي: هذا عش طائر بالتيمور.. هل تعرفه؟

قلت: أجل.. فما علاقته بما تحدثني عنه؟

قال: لكل شيء علاقة بالله.. وكل شيء يمكن أن يكون دليلك على الله.. وكل شيء يمكن أن يأخذ بيدك ليدخل بك إلى رحاب الله.

قلت: وهذا الطير كيف دخل بك أنت إلى الله؟

قال: ألم تتساءل من الذي علم هذا الطير ذلك الفن الرفيع؟ ولماذا تتشابه جميع الأعشاش التي تبنيها الطيور من هذا النوع؟

قلت: إن قومنا يذكرون أنها الغريزة.. هكذا علمونا في المدارس.

قال: إن ذلك ليس سوى هروب من السؤال.. أو هو نوع من المخارج للسؤال، ولكنه ليس الإجابة.. أو هو على الأقل إجابة قاصرة.. فما هي الغرائز؟

قلت: إنهم يذكرون أنها السلوك الذي لا يتعلمه الحيوان.. وإنما يوجد فيه هكذا.

ضحك، وقال: وهل يمكن أن يوجد شيء من دون موجد.. أو تتحرك حركة من غير محرك.. أو يتم تدبير من غير مدبر؟

سكت، فقال: نعم إنني اعتقد بوجود الله.. وأعتقد أنه هو القدير الذي خلق الكون وحفظه، وليس ذلك فحسب، بل إنني أعتقد أنه هو الذي يرعى درة خلقة وهو الإنسان.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست