نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230
ربت على كتفي
بهدوء، ثم قال: لا يخطر على بالك أن ذلك يعود إلى تأثير البيئة التي عشت فيها فحسب،
فأنت تعرف جيدا البيئة التي نعيش فيها.. ولكنه يرجع إلى مشاهداتي العلمية لعجائب
الكون، كما يرجع إلى شعوري به وإحساسي بوجوده داخل نفسي.. فحيثما قلب الإنسان وجهه
وجد أسئلة لا يجد لها جوابا، وهو عند محاولته العثور على الجواب يفترض فروضا
عديدة، ثم لا يلبث أن يهجر معظمها أو يعدله تعديلا شاملاً قبل أن يصل إلى الاجابة
عن سؤاله.
***
قال لي ذلك، ثم
أخذني لبعض المنتزهات، وقال: دعني أحدثك عن بعض مشاهداتي التي جعلتني أعتقد بالله
وبتدبيره للكون.. عندما أذهب ـ بحكم وظيفتي وتخصصي ـ إلى المعمل وأفحص قطرة من ماء
المستنقع تحت المجهر لكي أشاهد سكانها، فإنني أرى من عجائب هذا الكون ما يبعث على
الدهشة.. فتلك الأميبا تتحرك في بطء، وتتجه نحو كائن صغير فتحوطه بجسمها، فإذا به
داخلها، وإذا به يتم هضمه وتمثيله داخل جسمها الرقيق.. فإذا ما لاحظنا هذا الحيوان
فترة أطول، فإننا نشاهد كيف ينشطر جسمه شطرين، ثم ينمو كل من هذين الشطرين ليكون
حيوانا جديدا كاملا.
تلك خلية واحدة
تقوم بجميع وظائف الحياة التي تحتاج الكائنات الكبيرة الأخرى في أدائها إلى آلاف
الخلايا أو ملايينها..
لقد تساءلت في
نفسي كلما رأيت ذلك، وقلت: لاشك أن صناعة هذا الحيوان العجيب الذي بلغ من الصغر حد
النهاية تحتاج إلى أكثر من المصادفة..
سكت قليلا، ثم
قال: لقد كشفت قوانين الكيمياء الحيوية من أسرار الحياة وظواهرها ما لم تكشفه
القوانين في أي ميدان آخر من ميادين الدراسات العلمية.. لقد كان الناس ينظرون إلى
خفايا عمليات الهضم والامتصاص، ويستدلون بها على وجود التدبير
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230