نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235
بعدها بفترة
قصيرة التقيت صديقا آخر، كان أستاذا في الجامعة، ومتخصصا في علم وظائف الأعضاء..
وقد احترت أيضا في حالته الجديدة.. فلم أكن أراه إلا ماديا مسرفا في ماديته.. لكنه
تحول إلى عكس ذلك تماما، قال لي، وهو يحدثني عن سبب إيمانه[1]: لاشك أنك تعرف أجراس الإنذار التي نستعملها
في بيوتنا أو في غيرها من المحال؟
قلت: أجل.. وهي
من منتجات حضارتنا المادية التي أراك تنفر منها.
قال: أنا لا
أنفر من منتجات حضارتنا، وإنما أنفر من طريقة تفكيرها المادي، وإلا فلا علاقة للتطور
العلمي بجحود الله.. بل إن الله هو الذي علمنا كيف ننجز أمثال تلك الأجراس.
قلت: كيف ذلك؟
قال[2]: لقد كان ذلك من أسباب إيماني.. فقد رأيته
أن الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم زوده بالكثير من الأجهزة التي تدبر شؤون
حياته.. ومنها أجهزة الإنذار المبكر.. وهذه الأجهزة متوضعة في الجلد، فالجلد هو
سطح يغطي شبكة هائلة من الأعصاب.. وهي تنتهي بجسيمات خاصة، يختص كل منها بنقل حس
معين، فهناك جسيمات تنقل الحر والبرد.. وهناك جسيمات تتحسس بالضغط، واللمس، فأنت
ترى الإنسان يتقلب في الليلة الواحدة ما يزيد على أربعين مرة، لأن الجسم إذا ضغط
على جهة معينة ضاقت الشرايين، فضعفت التروية، لذلك هذه الجسيمات تنقل الإحساس
بالضغط إلى المخ، وأنت نائم، والمخ يصدر أمرا بالحركة.
سكت قليلا، ثم
قال: لقد ذكر ربي في كلماته المقدسة هذا المعنى، كنموذج عن تدبير الله لأبسط شؤون
خلقه.. لقد قال في ذلك: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ
الشِّمَالِ ﴾
[1] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة: محمد راتب النابلسي.
[2] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة: محمد راتب النابلسي.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235