نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
الكائنات
الثابتة حرارتها، لكن كيف يواجه الإنسان الجو الحار؟
قلت: يواجهه
بملايين الغدد العرقية.. وهي جهاز بالغ الدقة في تكييف الجسم، فحينما تفرز هذه
الغدد السائل، وحينما يتم التبادل الحروري بين هذا الماء، وحرارة الجلد يكسب الماء
من الجلد حرارته، وتخف بذلك حرارة الجلد.
قال: فالتعرق
إذن وسيلة بالغة الدقة والتعقيد، يتلافى بها الجسم ارتفاع الحرارة، فإذا انفخضت
الحرارة عن الحد المعقول يأتي الرجفان ليحرك العضلات، وليولد حرارة، ويقف شعر
الجسم ليخزن كمية من الهواء الساخن تعينه على تلافي الجو البارد، إذا بالقشعريرة
والتعرق يستطيع الجسم موجهة الجو الحار والبارد.
قلت: أجل.. كل
ذلك صحيح.
قال: أرأيت إلى
هذا الإنسان المعجز في خلقه.. تارة فيه ثوابت.. وتارة فيه تغيرات.. ضربات القلب
ثابتة، ولكن تصل عند الضرورة إلى مئة وثمانين.. ورؤية العين ثابتة، ولكن دون الستة
أمتار تجري مطابقة من أدق العمليات في العين.. وحرارة الجسم ثابتة، لكن القشعريرة
والتعرق وسيلتان يتكيف بهما الجسم مع الجو الحار والجو البارد.. والدماغ يشعر
بالألم بشكل ثابت، لكن حينما يزداد الألم يتدخل الدماغ، فيفرز مادة تخدره، وهذه هي
حالة الإغماء التي يعاني منها الإنسان أحيانا..
التفت إلي،
وقال: أليس في كل هذا تدبيرا حكيما من الله اللطيف الخبير بعباده؟
لم أجد بما
أجيبه حينها، فقد كان من الصعب علي أن أتخلص من كل تلك الرواسب التي تشكلت في عقلي
من صغري الباكر.. لكني كنت أشعر أن مثل هذه الأحاديث تشبه ذلك المعول الذي يهوي
على الصخور ليحطمها.. وبالفعل فقد كان أولئك الأصدقاء الذين أخرجهم الله من جحيم
الإلحاد هم السبب الذي به اهتديت إلى الله.
***
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234