نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
وليس فيها قائد
ولا حمالون ولا عساكر ولا حراس.. فهي فرصة لنا للغنيمة منها).. ضحك الملاحدة
لقوله، وقالوا له: (كيف تريد أن تناظرنا وأنت لا عقل لك.. فهل يعقل أن سفينة تأتي
بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! حتى صبياننا لا يصدقون هذا).. فقال: (كيف لا تعقلون هذا،
وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس
كلها بدون صانع؟)
وذكرت له قول الأعرابي عندما سئل: بِمَ
عرفتَ ربك؟ فقال: (البَعرةُ تدل على البعير، والأثَر يدل على المسير، ليل داجٍ،
ونهار ساجٍ، وسماء ذات أبراج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟!)
لكنه بدل أن يواجه حججي بالحجج راح يسخر
مني أمام العمال، ويحول المسألة عن مسارها، ويقول: إن هذه المقولة مليئة
بالمغالطات المنطقية.. وأولها لم البعير؟!.. لم لا يكون الجاموس أم البقر أم
الماعز أم الجمل؟!.. وهذا ينطبق على الكون، فلماذا هو الله؟ لم ليس فيشنو أو أودين
أو زيوس أو أهووا مازدا؟
والثاني أننا نعرف شكل البعرة من
الخبرات السابقة، ونعلم كيف يتم تكوينها؛ لذا عندما نراها يساعدنا دماغنا على
إمدادنا بمعلومة سابقة تمكننا من التعرف على الجسم الموجود أمامنا، والآن تأملوا
معي ذلك الأعرابي الذي وجد البعرة وأثر السير، تخيلوا لو أنه رأى حفرة على شكل
مثلث.. ماذا كان سيقول؟ البعرة تدل على البعير، والحفرة تلك تدل على.. ببساطة لن
يعلم؛ لأنه ليست لديه خبرات سابقة تمكنه من التعرف عليه.
كان العمال يضحكون من أمثال هذه الكلمات، وهم لا يدركون الكم
الكبير من المغالطات التي تحويها..
التفت القاضي إلى ديفيد، وقال: هل صحيح ما ذكره الرجل؟
قال ديفيد: أجل.. فقد نسي أنه يتحدث مع فيلسوف.. فمن العجوز
ومن الأعرابي
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25