responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 26

حتى أتلقى منهم معارفي.. إنهم عوام بسطاء لا عقول لهم.. فكيف أسلم لهم عقلي؟.. ولو أنه بدل ذلك حدثني بطريقتنا ـ نحن الفلاسفة ـ لربما أكون قد ناقشته مناقشة علمية، أو ربما أكون اتبعته في دعواه.

رفع رجل من القاعة يده، وقال: ما دام قد طلب هذا، فليسمح لي ـ سيدي القاضي ـ أن ألبي رغبته في هذا المجلس، وأن أحدثه بالطريقة التي يريدها.. فأنا ضيف على هذه المدينة، وأشتغل بالفلسفة، ولدي فيها أبحاث وكتب.. وقد أتيت إلى هنا عندما سمعت بالقصة، لأرى هل يحتفظ صديقي ديفيد بمبادئه في إنكار العلية أم تراه يتركها لتعارضها مع مصالحه.. وقد رأيت أنه تركها بسهولة وبساطة، فهو بمجرد حصول الحادثة في مصنعه تأكد أن هناك من يقف وراءها، فراح يتحرى عنه إلى أن وجده.. وهكذا لو تعامل مع الحقائق الكبرى، وتحرى عنها لوجد كل الأدلة التي ترشد إليها.

قال القاضي: لقد طلب أن تحدثه بطريقة الفلاسفة.. لا بطريقة العوام.

قال الفيلسوف: أجل.. سأحدثه بذلك.. إن ما عبر عنه العامل بلغته البسيطة هو ما يعبر عنه في الفلسفة بدليل العلية وهو دليل من بين آلاف الأدلة على وجود الله.. بعضهم يسميه الدليل الكياني[1].

والمقدمة الأولى من هذا الدليل هي أننا نرى في العالم حادثات، وتقلبات، حتى إن وجودنا نحن من جملة تلك الحادثات.. وهذه مقدمةٌ، مبنية على الإحساس والمشاهدة، ومسلم بها عند أهل العلم القديم، والعلم الحديث.

أما المقدمة الثانية، والتي أنكرها صاحبنا، فهي أنه [لا بد لكل حادثٍ من علةٍ]، وهذه المقدمة، وإن كانت لا تستند بكليتها إلى الإحساس، والتجربة، والمشاهدة؛ بناءً على أن


[1] استفدنا بعض التقريرات هنا من [موقف العلم والعقل من رب العالمين]، مصطفى صبري.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست