نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267
قال: مثلا نرى
أن حجم الأرض هو الحجم المثالي من حيت الكتلة لتتمسك بغلافها الجوي.. ولهذا إذا
نقصت هذه الكتلة قليلاً، ستكون قوة الجاذبية غير كافية، وسيتبدد الغلاف الجوي في
الفضاء.. أما إذا ازدادت كتلتها قليلاً، فإن قوة الجاذبية ستزداد بشكل كبير،
وستتشرب الأرض كل الغازات الموجودة في الغلاف الجوي..
وهكذا نرى أن
سُمك القشرة الأرضية يحوي نوعا آخر مهما من التوازن الدقيق.. فلو كانت القشرة
الأرضية أسمك، لانتقل الكثير من الأوكسجين من الغلاف الجوي إلى القشرة الأرضية،
وهو ما يسبب في تأثيرات خطيرة على الحياة البشرية..أما إذا كان العكس، وكانت
القشرة الأرضية أرقّ، فإن البراكين ستنشط كثيرا، ويكون حينها من الصعب أن توجد
حياة.
وهكذا نرى
التوازن في طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، وهو أمر حاسم في حياة البشر، لأنه إذا
كانت أقل سمكًا مما هي عليه حاليًا، لأصبحت حرارة سطح الكرة الأرضية منخفضة جدًا..
أما إذا كانت أرقّ بقليل فإن حرارة سطح الأرض ستكون مرتفعة جدًا، وسينفذ الكثير من
الأشعة فوق البنفسجية.
وهكذا نرى
التوازن في وضع هذه الأرض التي نعيش عليها، لتكون صالحة لنوع الحياة. فإن افتراض
أي اختلال في أية نسبة من نسبها يؤدي بهذه الحياة كلها، أو لا يسمح أصلاً
بقيامها.. فحجم هذه الأرض، وكتلتها، وبعدها عن الشمس. وكتلة هذه الشمس، ودرجة
حرارتها، وميل الأرض على محورها بهذا القدر، وسرعتها في دورتها حول نفسها وحول
الشمس. وبعد القمر عن الأرض وحجمه وكتلته وتوزيع الماء واليابس في هذه الأرض.. إلى
آلاف من هذه النسب المقدرة تقديراً، لو وقع الاختلال في أي منها لتبدل كل شيء،
ولكانت هي النهاية المقدرة لعمر هذه الحياة على هذه الأرض!
قلت: ألهذه
الدرجة كان للتوازن دوره في حفظ الأرض، وما عليها من حياة؟
قال: أجل.. إن
فقدان توازن واحد فقط من هذه التوازنات سيضع نهاية للحياة على
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267