نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268
الأرض..
قلت: فهل يمكن
أن تكون كل هذه التوازنات الدقيقة، ما علمنا منها، وما لم نعلم وجدت هكذا بمحض
صدفة؟
سكت، وقال: سل
عقلك.. فستجد فيه كل الأجوبة.. ولا تسل الناس، فيضلوك.
وقد عرفت حينها
من يقصد، فقد كان أكثر من يدرس في تلك الجامعة من الملاحدة، وقد خشي أن يسميهم لي،
فلذلك اكتفى بدلالتي على الأستاذ الأكبر الذي نصبه الله في شخص كل إنسان.. أستاذ
العقل.. حجة الله على عباده، ورسوله إليهم.
***
أما الأستاذ
الثاني الذي اهتديت به لبعض مظاهر التوازن في الكون، فقد كان أستاذ الفلك، الذي
راح يحدثني كما يحدث زملائي عن عجائب الكون، والنظام الدقيق الذي يسير به..
وكان مما ذكره
لنا قوله: إن كل ما ترون في الكون من نجوم وكواكب موضوعة في محالة بدقة عالية..
فلكل نجم وكوكب فلك أو مدار، لا يتجاوزه في جريانه أو دورانه.. والمسافات بين
النجوم والكواكب مسافات هائلة لايمكن تخيلها.. وقد قدر لها أن تكون كذلك لتحفظ من
التصادم والتصدع.. فالشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر.. والليل لا يسبق النهار،
ولا يزحمه في طريقه، لأن الدورة التي تجيء بالليل والنهار لا تختل أبداً فلا يسبق
أحدهما الآخر أو يزحمه في الجريان.
لقد وجدت بعد
إيماني، وبعد بحثي عن الإله الحقيقي أن ما ذكره أستاذنا في الفلك ليس سوى إعادة
صياغة لما ورد في القرآن الكريم من الحديث عن الكون، وتوازناته الدقيقة، فالله
تعالى يقول: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا
اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 40]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268