نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 284
قلت: كيف ذلك؟
قال: أن يصدر
التأكيد على دور العقل في علم الفيزياء محير.. ذلك أنه إن قدر للمادة وللمذاهب
المادية أن يصادفوا نجاحاً في أي مكان، فإن أول نجاح يمكنهم توقعه هو في مجال
دراسة المادة ذاتها.. أي في علم الفيزياء.. والتي أضافت إلى المادة والقوانين
الطبيعية العقل، والذي أصبح عنصرا فعالا بعد أن لم يكن شيئا مذكورا في النظرية
القديمة.
***
لم أجد ما أجيبه
به، فقد كان كلامه في غاية الدقة والمنطقية.. لكني مع ذلك لم أستسلم، بل رحت أمعن
في كبريائي، ورحت أتبع أولئك الذين امتلأوا كبرا على الحقائق، فراحوا يفرضون
المحال، ويتعلقون بخرافات جديدة، لا لشيء إلا لإثبات عدم حاجة الكون لإله.
لقد ذهبت إليهم
لينقذوني من أسئلة المؤمنين المحيرة.. فراحوا يطرحون علي جيلا جديدا من الحيل سموه
بأسماء متعددة منها[1] [الأكوان المتعددة]، و[نظرية الأوتار]، و[النظرية
(إم)]، وراحوا يطلبون مني أن أبشر بها..
أذكر جيدا أنني
سمعت حينها وينبرغ يقول لزميله دوكينز: (إذا اكتشفت أن هذا الكون المدهش معد
فعلياً بعناية، فأعتقد أنه ليس أمامك ساعتها إلا أحد احتمالين، إما خالق عظيم،
وإما أكوان متعددة)
وبما أنه لم يكن
من السهل علينا تقبل الخالق العظيم، فقد رحنا نبشر بكل بلاهة بالأكوان المتعددة، على
الرغم من أنه كان من المستحيل إثبات وجودها علميا، وفوق ذلك إثبات نشأتها ومصدر
قوانينها وثوابتها الفيزيائية.
[1] سنناقش هذه المسائل في الجزء الخاص بذلك،
وهو [الإلحاد.. والكون]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 284