نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285
لقد قال لنا
حينها صديقنا الفيزيائي [ليونارد سوسكايند]: (إن الثابت الكوني من الرهبة بمكان
بحيث أنه يصير بهذا المقدار الذي لا يسمح بتدمير النجوم والكواكب والذرات، لكن ما
هذه القوة الغامضة والعجيبة التي استطاعت أن تحسب هذا الموقف المعقد للغاية؟ إن
قوانين الفيزياء متوازنة على حافة سكين حاد للغاية، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يطرح
أسئلة كبيرة)
وقد حاول صديقنا
الآخر [البروفيسور لورنس كراوس] أن يعطينا بدائل أخرى، حيث ذكر في كتابه [كون من
لاشيء] إمكانية انبثاق الكون المادي من العدم من
تلقاء نفسه.. ولم يلتفت إلى أنه حاول خداع قرائه بأن (اللاشيء)
هو (العدم)
نفسه.. لأن اللاشيء مقبول في اللغة، لكنه مغالطة كبيرة في الفيزياء.. فحسب فيزياء
الكم لا يوجد فراغ، أي ليس هناك شيء هو عدم محض.. فالعدم هو نقيض الوجود أصلا، ولا
يمكن للعدم أن يوجد، وقياس طاقة الفراغ في زمن محدد يجب أن يحوي قدرا ما من الطاقة
حتى لو كان للجسيمات الافتراضية التي تظهر وتختفي، وهو ما يسمى بالقدر الأدنى من
الطاقة الممكنة، فلا يمكن إذن أن يوجد هذا العدم المحض ليكون هو أصل الكون.
لكني مع ذلك كله
أعجبتني فرضية الأكوان المتعددة، فرحت أبشر بها، وكأنها حقيقة مطلقة، بل كأنها وحي
تنزل علينا لينقذنا من براهين المؤمنين.
***
لقد كنت أقول في
محاضراتي الممتلئة بالتهريج والعبث: إن دقة ضبط الكون التي يستند إليها المؤمنون
في نفي الصدفة والعشوائية لا مبرر لها تحت ستار العلم الجديد.. فقد ذكر أعلامنا
المعاصرون الكبار من أمثال ستيفن وينبرج، وستيفن هوكينج، وغيرهما أن هذا الضبط
المدهش يمكن أن يكون له تفسير إذا افترضنا أن هناك أوتارا تهتز في الوجود ينتج
عنها معا أكوان مثل الفقاعات.. أي أكوان متعددة.. وبعدد مهول جدا.. وبتوليفات من
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285